25 أغسطس 2025, 9:01 صباحاً
قال الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان إن أمانة الأحساء اختارت أن تعيد الروح للبيوت القديمة بدلًا من أن تتركها نهبًا للنسيان أو قرار الهدم، فحافظت على ملامحها ونسجت منها قصة نجاح عمرانية وسياحية تجمع بين أصالة المكان وحداثة الفكرة بأيدي شباب مبدعين من الأحساء.
وقال الصفيان في مقال نشرته الزميلة اليوم: إن تجربة أمانة الأحساء لم تحافظ على الحجر فقط، بل على ذاكرة المكان وهوية أهله، فالمقاهي والمطاعم التي احتضنتها هذه البيوت تحولت إلى منصات ثقافية وسياحية تجذب الناس لتجلس على مقاعد خشبية تشرب القهوة وتتأمل سقفًا صنعته يد أجدادهم قبل مئات السنين.
أزقة تتحول إلى مسارح للذاكرة.. تجولت يد الترميم بين جدران الطين وأسقف الخشب لتعيد إليها الدفء والروح، فاحتفظت البيوت بملامحها التراثية وزُيّنت بلمسات جمالية جعلتها محط أنظار الزوار والمصورين ورواد المقاهي، وبهذا تحولت الأزقة الضيقة إلى ممرات مليئة بالحركة والنشاط، وجذبت عشاق التراث والسياح الذين يبحثون عن تجربة مختلفة.
ترميم يصنع اقتصادًا جديدًا.. هذه المبادرة لم تكتفِ بحماية الهوية العمرانية للمنطقة، بل أسهمت في إنعاش الاقتصاد المحلي وإحياء روح المكان، فالمقاهي والمطاعم التي وُلدت من رحم البيوت القديمة أصبحت رمزًا لصمود التاريخ في وجه الإزالة الكاملة التي طالما كانت الحل السريع للتعامل مع الأحياء القديمة.
اختتم: الماضي بوصلة المستقبل.. الأحساء أثبتت أن المدن التي تحترم ماضيها تستطيع أن تصنع مستقبلًا أجمل، وأن الأبواب العتيقة التي تُفتح من جديد يمكن أن تُفتح معها فرص اقتصادية وثقافية وتعيد للحياة نكهتها الأصيلة.
وأن الماضي ليس عبئًا على الحاضر، بل هو زاده وسنده، ومن يملك تراثًا أصيلًا يملك فرصة ذهبية لصناعة مستقبل أكثر دفئًا وعمقًا وجمالًا.
0 تعليق