ذكرت تقارير إعلامية رسمية في الصين أن انهيار جسر للسكك الحديدية قيد الإنشاء فوق النهر الأصفر أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 عاملا وفقدان 4 آخرين.
وقد أظهرت الصور الجوية التي نشرتها وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية جزءا كبيرا مفقودا من القوس الفيروزي للجسر، في حين تدلّى جزء من سطحه نحو مياه النهر الأصفر.
وبحسب صحف محلية، فقد وقع الحادث عند الساعة 3:10 من صباح يوم الجمعة الماضي في مقاطعة جاينكا التابعة لمنطقة هوانغنان التبتية الذاتية الحكم، وذلك أثناء عملية شد الكابل في موقع الجسر الواقع على قسم تشينغهاي من خط سكة حديد سيتشوان–تشينغهاي. وأدى العطل إلى انهيار ضلع فولاذي مقوّس يبلغ طوله 108 أمتار، إذ كان 16 عاملا يعملون في الموقع وقت الحادث.
وحتى الساعة 14:00 من بعد ظهر الجمعة، كان أكثر من 800 شخص يشاركون في جهود الإنقاذ مدعومين بـ91 مركبة و27 قاربا وطائرة هليكوبتر و5 روبوتات. كما فتحت 6 مستشفيات محلية قنوات خاصة لتقديم الرعاية الطبية للمصابين.
وعقب ورود بلاغ عن الحادث، أرسلت وزارة إدارة الطوارئ فريق عمل إلى موقع الانهيار لتوجيه عمليات الإنقاذ، مؤكدة على ضرورة التحقق السريع من حالة المتضررين وحشد فرق إنقاذ متخصصة من أجل بذل كل ما في وسعها لتحديد مكان من سقطوا في الماء وإنقاذهم. وشددت الوزارة على أهمية الإسراع في تحديد سبب الحادث واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
ويُبنى الجسر المنهار على النهر الأصفر على شكل قوس فولاذي ضخم، وكان من المقرر إغلاق امتداده الرئيسي مع نهاية الشهر الجاري. ويقع الجسر على الحدود بين مقاطعة جاينكا في هوانغنان التبتية الذاتية الحكم ومقاطعة هوالونغ هوي ذاتية الحكم في هايدونغ، ويُعتبر أول جسر فولاذي مقوّس للسكك الحديدية في الصين يعبر النهر الأصفر، وفق ما ذكرت صحف محلية.
إعلان
وكانت صحيفة "تشينغهاي اليومية" قد أشارت في وقت سابق إلى أنه تم الانتهاء في 14 يونيو/حزيران الماضي من بناء برجي الكابلات على جانبي الجسر، وكان من المتوقع ربط الجسر الرئيسي مع نهاية الشهر. وذكرت الصحيفة أن أقصى قوة شد للكابلات على الامتدادات الجانبية للجسر تصل إلى 1161 طنا متريا، أي ما يعادل وزن 750 سيارة صغيرة، في حين يزن كل برج 1800 طن، ويبلغ وزن أكبر جزء من الهيكل 45 طنا. وأضافت أن دقة تركيب الأبراج ترتبط مباشرة بسلامة ونجاح عملية تثبيت العارضة الفولاذية اللاحقة.
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الجسر، الذي يُعد واحدا من المشاريع الرئيسية على خط سكة حديد سيتشوان–تشينغهاي، يبلغ طوله أكثر من 1596 مترا، في حين يصل ارتفاع قمته القوسية إلى 130 مترا فوق سطح الماء، أي ما يعادل ارتفاع مبنى من أكثر من 40 طابقا، بينما يرتفع سطحه بمقدار 55 مترا فوق النهر الأصفر.
حوادث مشابهة
ولم يكن هذا الحادث الأول من نوعه عالميا، إذ سبقه انهيار جسر موراندي في مدينة جنوى الإيطالية خلال عاصفة مطرية عام 2018، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة 43 شخصا وأثار جدلا عالميا واسعا حول مسألة الصيانة المستمرة للبنى التحتية. وكان الجسر مكتظا بالمركبات خلال ذروة موسم العطلات الصيفية عندما انهار في 14 أغسطس/آب، مما أدى إلى سقوط السيارات من ارتفاع بلغ 45 مترا في مجرى نهر جاف أسفل الجسر.
وفي عام 2022، شهدت الهند حادثا مأساويا آخر عندما انهار جسر معلق للمشاة في ولاية غوجارات غرب البلاد، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 141 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وكان الجسر في مدينة موربي قد أُعيد افتتاحه قبل أسبوع واحد فقط بعد أعمال إصلاحه، لكنه كان مكتظا بالزوار الذين تجمعوا للاحتفال بمهرجان ديوالي. ويعود تاريخ بناء الجسر، الذي يبلغ طوله 230 مترا، إلى القرن الـ19 في عهد الحكم البريطاني، حيث شُيّد فوق نهر ماتشو، ليكون شاهدا على كارثة أخرى من كوارث انهيار البنى التحتية.
0 تعليق