أكد الباحث السياسي اللبناني الأستاذ حسن الدرّ، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الموقف اللبناني من مهمة قوات اليونيفيل موحد، مشيرًا إلى أن الوجود الدولي في الجنوب لا يهدف للردع العسكري، بل للشهادة على الخروقات الإسرائيلية المتكررة.
وقال الدرّ: "مهام قوات اليونيفيل هي مهام مراقبة فقط، وليست مسؤولة أو قادرة على ردع العدوان الإسرائيلي، لكن وجود هذه الجنسيات الدولية على الأرض يجعلها شهودًا على عدوانية إسرائيل وعلى عدم التزامها بالقرارات الدولية".
قدرات الجيش اللبناني محدودة.. ووجود اليونيفيل يغلق الباب أمام التوغل
وأضاف أن الجيش اللبناني، بإمكاناته الحالية، غير قادر وحده على الانتشار الكامل في الجنوب أو تغطية كافة المناطق الحدودية، ما يجعل استمرار وجود اليونيفيل ضروريًا في المرحلة الراهنة، بصيغته الحالية.
وأشار الدرّ إلى أن الحديث عن تعديل مهام القوات الدولية يُدخل لبنان في منطقة خطرة للغاية، قائلًا: "إذا تم تعديل المهام، فقد يُخيَّر لبنان بين خيارين أحلاهما مرّ: إما التجديد لليونيفيل تحت البند السابع أو على الأقل بصلاحيات موسعة، أو الانسحاب الكامل للقوات الدولية من جنوب لبنان".
إسرائيل تسعى لسحب اليونيفيل.. تمهيد لتحرك عسكري؟
واعتبر الدرّ أن إسرائيل قد تكون صاحبة مصلحة مباشرة في دفع اليونيفيل للانسحاب، رغم أن قوات الأمم المتحدة لم تكن يومًا طرفًا في الاشتباك، بل سقط لها شهداء على الأراضي اللبنانية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال:
"هناك كلام يُطرح بأن ما يجري قد يكون تمهيدًا لخطوة إسرائيلية عسكرية، ربما تشمل تقدمًا بريًا نحو مناطق جنوب الليطاني، وإخلاء القوات الدولية قد يسهل مثل هذا السيناريو. لا شيء مؤكد، لكنه يبقى احتمالًا في إطار التحليل وربما يتقاطع مع معلومات في مكان ما".
أسبوعان حاسمان.. وضغوط كبيرة على لبنان
وفي ختام تصريحه، حذر الدرّ من أن الفترة القادمة ستكون حاسمة ومليئة بالضغوط الدولية، موضحًا أن الضغوط قد تهدف إلى دفع لبنان للموافقة على تعديل مهام اليونيفيل.
وأضاف: "نحن أمام أسبوعين صعبين جدًا. قد يكون كل هذا جزءًا من ضغط سياسي على لبنان لقبول الشروط الجديدة، أو ربما تكون واشنطن جادة فعلًا في تعديل مهام القوات أو الانسحاب منها".
0 تعليق