«العطلات الباردة» من أوروبا إلى الإمارات.. أبوظبي نموذجاً - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: هشام مدخنة

تتصاعد أزمة تغيُّر المناخ لتفرض واقعاً جديداً على صناعة السياحة العالمية. فموجات الحر القياسية، والحرائق المدمّرة، والرطوبة الخانقة، دفعت ملايين السيّاح إلى إعادة التفكير في وجهاتهم. وباتت فكرة «العطلات الباردة»، أي السفر إلى أماكن ذات مناخ معتدل، خياراً بديلاً عن الوجهات التقليدية.
ووسط هذا المشهد، نقلت وكالة «بلومبيرغ» عن مستشاري السفر الفاخر في شركة «فيرتوزو»؛ بأن أبوظبي تبرز بتجربة فريدة تمزج بين الإرث التاريخي والتقنيات الحديثة للتكيّف مع المناخ الحار، حيث تشكّل «مدينة مصدر» مثالاً عالمياً على التنمية الحضرية المستدامة.
فالمدينة تعتمد على الألواح الشمسية ومحطة كهروضوئية تسهم في خفض 15 ألف طن من الانبعاثات سنوياً، كما أعادت إحياء تصميم نفق الرياح التقليدي «barjeel» لتوجيه نسمات الهواء داخل شوارعها الضيقة والمظللة، ما يخلق مناخاً أبرد بعدة درجات من المناطق المحيطة، فضلاً عن مبانيها المصممة لزيادة الظل إلى أقصى حد.
وقالت الوكالة، إن «مدينة مصدر» تُعد نموذجاً للتنمية الحضرية المستدامة، وركيزة أساسية في مسار الإمارات لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

 

آسيا تبحث عن برودة الشمال
في الصين، تتحوّل مدينة هاربين الشمالية، المعروفة بشتائها القارس، إلى وجهة صيفية تجذب السياح إلى عالم الثلج والجليد، بتقنية صنع الثلج حتى في درجات حرارة تتجاوز 20 مئوية. كما تراهن اليابان على مدينة سابورو في جزيرة هوكايدو، حيث تُستخدم الثلوج المخزنة لتبريد المتنزهات والمجمّعات التجارية صيفاً، ويستخدم الماء المُبرّد في أنظمة تكييف الهواء.
وفي سنغافورة، تُعدّ «الأشجار العملاقة» في حدائق الخليج أيقونة سياحية ووسيلة بيئية في آن واحد، إذ تجمع مياه الأمطار وتساعد في تلطيف الهواء. كما تستخدم المدينة أنظمة تبريد مبتكرة أكثر كفاءة من المكيّفات التقليدية بنسبة 80%.

بين الاحتجاج والابتكار


بينما شهدت مدن أوروبية موجة احتجاجات ضد السياحة المفرطة، تسعى كوبنهاغن إلى تحفيز الزائرين عبر برنامج «CopenPay»، الذي يمنح مزايا للسيّاح الذين يختارون وسائل نقل أقل تلويثاً. 
وفي باريس، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أغسطس/ آب، تحوّلت «الجزر الباردة» التي تشمل حدائق ومسارات مظللة إلى ملاذ للسكّان والزوار، فيما سمح مشروع بيئي ضخم بالسباحة في نهر السين لأول مرة منذ قرن.

فينيكس


أما في الولايات المتحدة، فتقدّم مدينة فينيكس بولاية أريزونا مثالاً أمريكياً على الابتكار في مواجهة الحرارة الشديدة، حيث يُطبّق برنامج «الأرصفة الباردة» على أكثر من 140 ميلاً من الشوارع بطلاء عاكس للشمس يخفض حرارة السطح حتى 16 درجة.


وللتكيف مع الظروف، توجّه المدينة أنشطة السياحة نحو خيارات آمنة مثل التجديف في نهر «سولت» أو زيارات الحدائق بعد حلول الظلام، لتتحول مناخياً إلى مختبر حضري عالمي في إدارة السياحة المستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق