طائرات الدرون والتوصيل - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«بي بي سي»

كشفت أبحاث حديثة في جامعة سري البريطانية عن ابتكار طائرة بدون طيار مستوحاة من الطيور الجارحة، تم تطويرها لتقديم حلول فعالة في توصيل الطرود داخل المدن وفحص مزارع الرياح البحرية. يُمثل هذا التطور خطوة نوعية نحو دمج الطائرات المسيرة في البيئات الحضرية والبحرية المعقدة، لما توفره من دقة عالية في التحليق والتنقل، مستلهمةً قدرات الطيور الجارحة في التكيف والمناورة.
يبشّر هذا الإنجاز ببداية عصر جديد في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، يتميز بكفاءة عالية في التنقل بين ناطحات السحاب داخل المدن والوصول إلى المواقع البحرية النائية، ما يفتح الباب أمام استخدامات أوسع وأكثر دقة في مجالات متعددة.
تكمن قوة هذه الطائرات الجديدة في قدرتها على التحليق برشاقة بين الأزقة الضيقة وتفادي العقبات الحضرية بكفاءة، ما يجعلها مثالية لحلول «الميل الأخير» في عمليات التوصيل. كما تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار المدمجة فيها توصيل الطرود بسرعة وأمان، حتى في البيئات الحضرية الأكثر تعقيداً.
أما في الجانب البحري، فتُثبت هذه الطائرات كفاءتها في عمليات فحص وصيانة مزارع الرياح البحرية. بفضل أنظمة الملاحة الذاتية والتصوير المتقدم، يمكنها الوصول إلى البنى التحتية الصعبة وتوفير تقييمات دقيقة تقلل من فترات التوقف وتحسن كفاءة التشغيل.
وباعتمادها على المفاهيم البيولوجية لحركة الطيور الجارحة، تُمثل هذه الطائرات خياراً اقتصادياً وموثوقاً لمراقبة وصيانة مرافق الطاقة المتجددة، ما يسهم بشكل فعال في دعم الاستدامة البيئية.
دمج هذه التكنولوجيا في مجالات التوصيل والصيانة يمثل تحولاً جذرياً في مستقبل المركبات الجوية ذاتية القيادة. ومع اختبارها في سيناريوهات واقعية، تتزايد احتمالية اعتمادها في قطاعات متنوعة، من الخدمات اللوجستية إلى إدارة البنية التحتية.
ومع تطور التشريعات الداعمة لاعتماد الطائرات بدون طيار في البيئات المدنية والبحرية، من المتوقع أن نشهد توسعاً سريعاً في استخدامها التجاري والصناعي.
يمثل هذا التقدم تلاقياً بين التصميم المستوحى من الطبيعة، والتطورات في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما يفتح الباب لعصر جديد من الطائرات المسيرة القادرة على تغيير قواعد اللعبة في توصيل الطرود ومراقبة البنية التحتية. ويُعد الابتكار الذي خرج من جامعة سري علامة فارقة في هذا المسار، نحو عالم أكثر ذكاءً وكفاءة واستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق