في ذكرى مولده هل وُلد الرسول في 8 أم 12 ربيع الأول؟! #دين_وحياة #دار_الافتاء - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب ذكرى مولد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يثور الجد حول اختلاف علماء السيرة الإسلامية على في التاريخ الصحيح لميلاد نبيناً صلى الله عليه وسلم، وهو أمر له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن عظيم، فكان حاله كحال غيره من المواليد، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم.

قال الدكتور محمد الطيب النجار رئيس جامعة الازهر السابق رحمه الله في كتابه " القول المبين في سيرة سيد المرسلين": "ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته.

فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده: أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث. وبدأ المسلمون – حينئذٍ - يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور".

وأجمع العلماء على مر العصور على أن مولده الشريف صلى الله عليه وسلم كان في شهر ربيع الأول، إلا أن تحديد تاريخ مولده الشريف بالتقويم الهجري محل خلاف، حيث تنوعت اراء المؤرخون وعلماء السيرة في يوم ميلاد النبي فمنهم من قال إن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول.

وقال ابن كثير – رحمه الله -: فقيل: لليلتين خلتا منه، قاله ابن عبد البر في " الاستيعاب "، ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدنى. " السيرة النبوية " (1 / 199).

وقيل: في الثامن من ربيع الأول. وقال ابن كثير – رحمه الله -: وقيل لثمان خلون منه، حكاه الحميدى عن ابن حزم، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشر النذير ". " السيرة النبوية " (1 / 199).

وقال المباركفوري: ولد يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، ولأربعين سنة من ملك كسرى أنو شروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571 حسبما، حققه العالم الكبير والمحقق الفلكي محمود باشا

وقيل: في العاشر من شهر ربيع الأول. قال ابن كثير – رحمه الله -: وقيل: لعشر خلون منه، نقله ابن دحية في كتابه، ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر، ورواه مجالد عن الشعبى. " السيرة النبوية " (1 / 199).

واتفق الجميع على ان مولده الشريف كافي في ام الفيل فقال الامام ابن القيم – رحمه الله -: لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة، وأن مولده كان عامَ الفيل. " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1 / 76).

وقال محمد بن يوسف الصالحي – رحمه الله -: قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: عام الفيل.

قال ابن كثير: وهو المشهور عند الجمهور.

وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري: وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء.

وبالغ خليفة بن خياط وابن الجزار وابن دحية وابن الجوزي وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع. " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " (1 / 334، 335).

وأكثر أهل السير على أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، بعد الحادثة بخمسين يوماً وقال ابن كثير – رحمه الله -: وقيل: لثنتى عشرة خلت منه، نصَّ عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة في " مصنفه " عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات. وهذا هو المشهور عند الجمهور، والله أعلم. " السيرة النبوية " (1 / 199).

وكانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار أبي طالب بشعب بني هاشم. " نور اليقين في سيرة سيد المرسلين " (ص 9)، وينظر: " الرحيق المختوم " (ص 41).

وأوضحت دار الإفتاء أنه مع ذلك، اتفق جمهور العلماء على أن مولده الشريف كان في الثاني عشر من ربيع الأول. لذا، لا ينبغي أن تكون المسائل التي تختلف فيها الآراء الفقهية محل انقسام أو تفرقة بين الأمة الإسلامية. فمولد النبي الكريم بالتقويم الميلادي هو في العشرين من أبريل، وهذا التاريخ موافق لإجماع علماء المسلمين.

وينبغي للمسلمين أن يكونوا في حالة فرح وسعادة دائمة بمولد النبي الكريم طوال العام، ولا ينبغي أن يقتصر الاحتفال بمولد النبي على يوم معين يقع فيه الخلاف بين بعض الفرق التي تجادل في صحة تاريخ معين مقابل تاريخ آخر محتمل.

والله سبحانه وتعالى أعلم.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق