بالفيديو.. رأي السوريين في اجتماع الشيباني ووزير إسرائيلي بباريس - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دمشق- في 19 أغسطس/آب الجاري، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن لقاء جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة الفرنسية باريس، برعاية المبعوث الأميركي توم براك.

يُعد هذا اللقاء الأرفع من نوعه منذ أكثر من 25 عاما. وأثار جدلا واسعا بين السوريين، حيث تباينت الآراء بين مؤيد يراه خطوة دبلوماسية لخفض التصعيد، ومعارض يخشى أن يكون مقدمة للتطبيع أو تنازلا عن الحقوق السورية.

وعُقد لمناقشة عدة قضايا رئيسية خاصة في محافظة السويداء، التي شهدت في يوليو/تموز الماضي أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، حسب مصادر حقوقية.

أهداف

ويهدف اللقاء بحسب مصادر حكومية إلى:

تفعيل اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 بين سوريا وإسرائيل التي تنظم منطقة منزوعة السلاح في الجولان المحتل. وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. ترتيبات أمنية على الحدود لضمان الاستقرار ومنع التدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري الداخلي. دعم الاستقرار الإقليمي من خلال وساطة أميركية تهدف إلى احتواء التوترات بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

وكانت قد سبقته محادثات مماثلة في باريس في يوليو/تموز الماضي، ولقاءات أخرى في باكو، مما يشير إلى قناة اتصال مستمرة بين الطرفين برعاية أميركية.

من جانبه، أعرب خالد محمود وهو موظف حكومي عن رفضه القاطع للقاء، معتبرا أنه قد يشكل خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل في وقت لا يزال فيه الصراع في غزة مستمرا. وقال للجزيرة نت إن أي حوار معها يثير مخاوف من التفريط بالسيادة الوطنية، خاصة مع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في الجولان.

بدورها، أبدت الشابة لمى حسن قلقها من أن تكون المفاوضات مقدمة لتوسيع المنطقة العازلة في الجولان، مما قد يضعف موقف سوريا مستقبلا، وفق تصريحها للجزيرة نت. كما قال الشاب أحمد زيد للجزيرة نت إن التوقيت غير مناسب لهذه اللقاءات، مشيرا إلى الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية منذ ديسمبر/كانون الأول 2024.

إعلان

من ناحيته، أكد الطالب الجامعي مصطفى يحيى للجزيرة نت "أنا ضد الاجتماع وأي لقاء مع أي جهة تمثل الدولة الإسرائيلية، تضامنا مع أهلنا في غزة، وردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية. فمن غير المعقول أن نشهد يوميا اعتداءات وتوغلات، ثم نعود لنطبّع معهم ونجلس في مفاوضات واجتماعات".

أبرز القواعد العسكرية في الجولان السوري المحتل (الجولان)

تفاؤل حذر

بالمقابل، رأى مواطنون آخرون أن اللقاء قد يكون ضروريا لتحقيق الاستقرار. وأكد محمد صالح، تاجر من إدلب،  للجزيرة نت أن المفاوضات قد تمنع تصعيدا عسكريا جديدا، لكنه شدد على ضرورة عدم التفريط في الحقوق السورية، خاصة في الجولان.

كما أعربت المعلمة سلمى خالد، للجزيرة نت، عن تفاؤل حذر، معتبرة أن الوساطة الأميركية قد تضمن التزام إسرائيل بوقف التدخلات العسكرية في الجنوب، لكنها طالبت بنتائج ملموسة تعزز ثقة الشعب السوري.

من ناحيته، رأى الناشط عمر دياب أن الحوار مع إسرائيل، رغم حساسيته، قد يكون ضروريا لمنع تدخلات عسكرية إضافية تؤجج الصراعات في محافظة السويداء.

مدينة سرمدا التي العاصمة الاقتصادية للشمال السوري(الجزيرة نت)
مدينة سرمدا العاصمة الاقتصادية للشمال السوري (الجزيرة)

وأكد دياب للجزيرة نت أن الأولوية هي استعادة الأمن ومنع تكرار أعمال العنف التي شهدتها المحافظة. في حين عبّرت المدرّسة فاطمة علي عن مخاوفها للجزيرة نت من أن تستغل إسرائيل هذه المفاوضات لفرض ترتيبات أمنية تخدم مصالحها على حساب المجتمع المحلي.

أما الطالب الجامعي ياسر عبد الله فقال للجزيرة نت إن الشعب السوري بحاجة إلى معرفة تفاصيل أي اتفاقات تُبرم مع إسرائيل، خاصة في ظل غموض الموقف الرسمي حول طبيعة اللقاءات. وأعربت نادية سعيد، صاحبة متجر صغير، للجزيرة نت عن أملها في أن تسهم هذه المباحثات في تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية، لكنها حذرت من أن أي خطأ في إدارتها قد يؤدي إلى فقدان ثقة الشعب بالحكومة الانتقالية.

من جانبه، قال الناشط الإعلامي عيسى المصطو للجزيرة نت "لا أستطيع أن أقول إنني ضد أو مع هذا الاجتماع، لأن السياسة لا تعرف عدوا دائما ولا صديقا دائما، ولا حتى مصلحة دائمة. قد يكون في مصلحة سوريا، خصوصا في ظل ما شهدته السويداء مؤخرا من أحداث ومطالبات بعض الأصوات بالاستقلال عن البلاد. وإذا عارضته ربما أفوّت فرصة قد تكون خيرا لسوريا، وإذا أيدته قد يكون له آثار أخرى. لذلك أرى أن الموقف يجب أن يبقى مرنا، فالسياسة متغيرة بطبيعتها".

دوار باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال سوريا(الجزيرة نت)
دوار باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال سوريا (الجزيرة)

مصلحة سوريا

أما المواطن سامر المحمد فقال للجزيرة نت "إن شاء الله يكون الاجتماع لصالح وطننا سوريا وما حدث في محافظة السويداء، وإن كان فيه خير إن شاء الله يوفقه".

وفقا لوكالة سانا، ركز اللقاء على "خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في السويداء، وإعادة تفعيل اتفاقية 1974".

وأكد مصدر مقرب من الحكومة السورية للجزيرة نت أن الهدف هو مناقشة الترتيبات الأمنية على الحدود السورية-الإسرائيلية، لكنه لم يوضح ما إذا كانت اللقاءات مباشرة أم غير مباشرة. وأضاف أن الرئيس أحمد الشرع أكد خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض أي محاولات إسرائيلية لاستغلال الأوضاع في سوريا.

منطقة الدانا وسرمدا تضم مئات آلاف النازحين منذ عدة سنوات(الجزيرة نت)
منطقة الدانا في سرمدا تضم آلاف النازحين السوريين منذ عدة سنوات (الجزيرة)

ولفت المصدر نفسه إلى أن اللقاء جاء في سياق التوترات في السويداء، حيث تدخلت تل أبيب بزعم حماية الطائفة الدرزية، مما أثار مخاوف من تصعيد عسكري. والهدف السوري هو احتواء هذا التصعيد عبر الدبلوماسية.

إعلان

ولم تصدر تل أبيب تعليقا رسميا على اللقاء، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية، مثل قناة "إن 12" (N12)، أشارت إلى أن الهدف هو "التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوب سوريا، مع التركيز على الحفاظ على المنطقة العازلة في الجولان ومنع أي تهديدات أمنية". كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن اللقاء ناقش "إنشاء ممر إنساني بين إسرائيل والسويداء".

من جانبه، وصف المبعوث الأميركي توم براك الاجتماع بأنه "دافئ وغني بالمعلومات"، مؤكدا أن الهدف كان "الحوار وتهدئة الأوضاع". وأشار إلى التزام الأطراف بمواصلة هذه الجهود خاصة بعد "الاشتباكات الطائفية في السويداء".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق