مختص يؤكد أن التغذية سر الراحة النفسية .. ودراسات تكشف دورها في خفض التوتر - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

20 أغسطس 2025, 9:06 صباحاً

أوضح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن التغذية جزء أساسي من التوازن الجسدي، مشيراً أن هذا الأثر يتعزز بشكل كبير عندما يقترن بالعادات الصحية الأخرى مثل الصيام إذ له تأثير إيجابي على بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق ، إلى جانب النوم الكافي، والمشي أو أي نشاط رياضي خفيف، وكذلك تنظيم أوقات العمل والراحة، مؤكداً أن نمط الحياة المتكامل مع الغذاء هو ما يساعد فعلاً في خفض مستويات التوتر بشكل طبيعي ، وبين أن الأبحاث تواصل تعزيز دور النظام الغذائي في الصحة العقلية ، حيث أنها تؤثر على الحالة المزاجية ، والوظيفة المعرفية ، والرفاهية العامة في الصحة النفسية والذي لا يقل عن أهمية الطب النفسي في اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض القلب والغدد الصماء ، لذلك طرحت الجمعية الدولية لأبحاث الطب النفسي التغذوي في عام 2015، فكرة "الطب التغذوي كتخصص رئيسي في الطب النفسي" وإن النظام الغذائي لا يقل أهمية عن الطب النفسي في أمراض القلب والغدد الصماء وأمراض الجهاز الهضمي.

وقال أنه لمعرفة المزيد عن رأي الجمهور في النظام الغذائي والصحة النفسية فقد نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للتغذية في 2023 استطلاع رأي بين 16 و17 مارس 2023، شمل عينة من 2200 بالغ تبين أن ثلثا (66%) من البالغين الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالمعرفة حول العلاقة بين النظام الغذائي والصحة العقلية ، وأن أربعة من كل خمسة (81%) من البالغين على استعداد لتغيير نظامهم الغذائي بطريقة تؤثر بشكل إيجابي على الصحة العقلية ، وبذلك يلعب الغذاء دورًا حاسمًا في إنتاج المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تنظم المزاج والعواطف يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية الأساسية إلى انخفاض إنتاج هذه المواد الكيميائية، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

وأضاف: كشفت دراسة جديدة أجراها علماء في جامعة ديوك الأمريكية نشرتها مجلة Nature في هذا العام 2025 وجود حاسة أخرى كامنة في أمعائنا، قد تكون هي "الحاسة السادسة" وهذا هو موطن الميكروبيوم وهي مجموعة من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تؤثر على جهازنا المناعي، وعملية الهضم، وحتى صحتنا النفسية،حيث لها تأثير مباشر على أفعالنا أكثر مما كنا نعتقد سابقًا ولها قدرة على التواصل مع الدماغ مما يساعد على التحكم بالسلوك.

وبين أن مراجعة بحثية نُشرت عام 2019 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية وجدت أن زيادة استهلاك الفاكهة والخضراوات يمكن أن تقلل الالتهاب وتُغير النواقل العصبية لتقليل أعراض الاكتئاب مما تؤثر إيجابًا على الصحة النفسية، كما قامت دراسة أجريت عام 2022 ونشرت في Current Developments in Nutrition بتقييم تأثير النظام الغذائي المتوسطي والذي يشمل الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الكاملة والدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات والبذور في علاج الاكتئاب المتوسطي إلى الشديد بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا ، لمدة 12 أسبوعًا حيث أظهرت مجموعة التدخل الغذائي تحسنات كبيرة في أعراض الاكتئاب، بمتوسط انخفاض قدره 20.6 نقطة على مقياس بيك للاكتئاب ، مقارنة بانخفاض قدره 6.2 نقطة للمجموعة الضابطة.

وتطرق د.ضياء لجانب تأثير تناول التلبينة على أعراض الاكتئاب قائلا:

التلبينة شراب الشعير المطبوخ بالحليب والمُحلى بالعسل ، ففي حديثه المشهور عن التلبينة، أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند وقوع الأحزان لتأثيرها في تهدئة النفوس وتخفيف الحزن ، فعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فأجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها ، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ، ثم قالت : كلن منها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( التلبينة مجمة لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن ) رواه البخاري ومسلم ، و نشرت مجلة Clinical Interventions in Aging عام 2013 تأثير تناول التلبينة على أعراض الاكتئاب لدى كبار السن في مرافق الرعاية طويلة الأمد تبين أن التلبينة لديها القدرة على تقليل الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية بين الأشخاص، وقد يوفر تناول الأطعمة الوظيفية مثل التلبينة فائدة للصحة العقلية لكبار السن.

ودعا د.ضياء أفراد المجتمع إلى ضرورة الحرص على تناول الأطعمة الصحية المعززة لهرمونات السعادة ، والحد من تجنب الأطعمة التي تتفاعل مع هرمونات التوتر ، مع ضرورة الحرص على تقليل مشروبات الكافيين لأنها ترهق الجهاز العصبي وتخل بتوازن الهرمونات وتسبب الأرق والقلق ، والمحافظة على ترطيب الجسم بتناول الماء بشكل جيد يوميا ، وتجنب الأطعمة المصنعة والأطعمة المقلية والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون غير الصحية والمواد المضافة والتي تسبب تقلبات في مستويات السكر بالدم وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب ، كما يمكن مراجعة أخصائي التغذية للمساعدة في وضع خطة غذائية مخصصة تلبي الإحتياجات الفردية وتعزز الصحة النفسية ، فمن خلال الاهتمام بالغذاء يمكن تحسين الصحة النفسية وتعزيز الشعور بالرفاهية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق