من يستعرض أحوال الأمة – يجد عجابا !! فنحن أشبة بإنسان فى حالة " أمساك " – أى بمعنى أخر.. حالة من التشنج.. وحالة من الأستهتار ! أصبح الأستهتار عنصر هام وواضح وليس فى إحتياج لإخفائه.. خجلاَ !! أو كسوفاَ !! ليس من أحد " لاسمح الله غريب " بل حتى من أنفسنا – من أولادنا !!
وكأن مايحدث شىء لايدعوا للخجل أو الكسوف ! فحالة الإستهتار – تبدأ منذ خروجك من باب بيتك – من بواب المنزل المستهتر – إلى منادى السيارات المستهتر – إلى الشارع الفوضوى – الذى يعج بجميع أنواع المركبات من القرن الخامس عشر ( حمار وعربة ) إلى القرن الواحد والعشرون " ماى باخ" " والشبح " وغيرهم ومابينهم من كل أنواع المركبات !
ولاتوجد إشارة مرور واحدة تعمل – لايوجد أى لمبة حمراء أو صفراء أو خضراء فى شوارع القاهرة وأن وجدت – فهى نادرة – تجدها بجانب منزل مسئول كبير – ربما فى رئاسة الجمهورية – وليس بمسؤول كبير فى " الداخلية " !!
لأن الموظفون الكبار – لايهتمون أساساَ بأن هناك إشارة أو لاتوجد بالمرة !!
وأتحدى أن يكون هناك مسئول قد راودة خياله أن يبحث عن إشارة المرور الضوئية !!
حالة عبث كامل فى الشارع – تنتهى بك إلى مقر وظيفتك – ولتكن موظفاَ فى حكومة أو حتى قطاع أعمال، أستاذًا جامعيًا حتى ولوكانت الكلية التى تشرف بعضوية هيئة تدريسها- هى كلية مما يسمونها كليات القمة (الطب، الصيدلة، الأقتصاد، الهندسة )
أى من مقار هذه الوظائف – قمة الإستهتار من مسئول أمن إلى مسئول نظافة إلى مسئول حتى عن تحصيل العلم وهو ( الطالب ) قمة فى الأستهتار – معامل سيئة وكراسى " مكسرة " وعدم توافر أدوات التدريس من ( سبورة ) أو أدوات حديثة
( بروجكتور)أو " أوفرهيد " طبعاَ مش ها نطمع ونسأل عن "فيديو بروجكتور" –
" ولاب توب " – طبعا هذا الكلام ربما نجده فى الجامعات التى تسمى نفسها بأسم دول – مثل الألمانية والفرنسية والبريطانية – وهذه الدول بريئة من هذه التسمية !! فالعملية كلها تجارة –وشطارة – وليست كما قرأنا وسمعنا – وشرعنا بأنها جامعات لاتبغى الربح !!
أسف جداَ – إنها جامعات تبغى الربح – وتربح – وتستنزف المصريون – ولاأعتقد أبداَ بأنها أمينة فى قدرتها على منافسة الجامعات الحكومية إذا توفر للأخرى الإمكانات !
المهم هذا موضوع مقال أخر !!
ولكن مقالنا اليوم عن الأستهتار – والغطرسة وأننا لا نعترف أبداَ بأننا تخلفنا – فى كل ما هو مصرى مشهور بإقليميته – تدهورت أحوالنا الفنية والعلمية – والثقافية – وأصبح أنتاجنا من الخدمات مهزلة بكل المقاييس المعتمدة عالمياَ..
ومازلنا نتشدق بغطرسة وغباء – بأننا متفوقون وبأن ما يكتب عنا – حقداَ وغيره – وعدم مشروعية أى نقد بناء ضد غطرستنا – وضد تخلفنا !!
هذه الأمة مطلوب منها أن تقدم أحسن مافيها- هذه الأمة مطلوب أن تعى دروس التقدم – والتفوق –وتعلم أدوات الأزدهار والنبوغ !!
وهذا ليس بصعب – وليس بمستحيل – فالمصريون هم أنفسهم الذين بهاجر بعضهم فيتفوق ويحصل على " نوبل " وغيرها من جوائز العالم.
المصريون هم أنفسهم الذين يحترمون إشارات المرور فى شوارع الخليج حيث يعملون
مطلوب أن يحترم المصرى – مصريته فى مصر.. كما يحترمها خارج مصر !!
0 تعليق