واشنطن تفتح النار على الإخوان.. إدارة ترامب تمهد لتصنيف الجماعة إرهابية وتغلق أبواب الهجرة أمام أعضائها - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأكثر جرأة في عهد الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، بدأت إدارته العمل على وضع خطط لتقييد الهجرة والزيارات المؤقتة لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، بل والتمهيد لتصنيفها رسمياً كمنظمة إرهابية. القرار لم يأتِ بمعزل عن السياسات الداخلية فحسب، بل ارتبط بعمق بملفات السياسة الخارجية وصراع النفوذ الإقليمي، ما جعله يتصدر عناوين الصحف الأمريكية والعربية على حد سواء، ويثير سجالات قانونية وسياسية متواصلة.

إعادة النظر في قوانين الهجرة.. سلاح جديد ضد التطرف

أعلن جو إدلو، مدير وكالة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية، أن الإدارة تعكف على مراجعة بعض البنود القانونية المهملة منذ سنوات في قانون الهجرة والجنسية، بهدف منع المتطرفين من التسلل إلى المجتمع الأمريكي عبر بوابة الهجرة. وأكد إدلو أن هذه الخطوة تهدف إلى "فهم هوية المتقدمين بشكل أفضل" وبالتالي استبعاد المنتمين إلى جماعات مثل الإخوان من دخول الولايات المتحدة.

تصريح إدلو لم يكن مجرد بيان إداري تقني، بل عكس توجهاً سياسياً واضحاً نحو اعتبار الفكر الإخواني تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي، على غرار الجماعات الإرهابية التقليدية مثل القاعدة وداعش.

روبيو: التصنيف على الطاولة… والقرار وشيك

من جانبه، صرح السيناتور ماركو روبيو أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لتصنيف بعض فروع الإخوان الإرهابية كمنظمات إرهابية أجنبية، مشدداً على أن التنظيم ليس كياناً واحداً بل شبكة متشعبة،مما يستدعي تصنيف كل فرع على حدة.
لكن روبيو حذر أيضاً من أن هذه الخطوة ستواجه معارك قضائية معقدة، قائلاً: "ستُطعن في هذه الأمور أمام المحاكم، وقد يكفي قاضٍ فيدرالي واحد لإصدار قرار يقلب الموازين"، في إشارة إلى التحديات القانونية المتوقعة.

الإعلام الأمريكي يرفع صوته.. كفى تساهلاً مع الإخوان

لم يقتصر الضغط على دوائر صنع القرار السياسي، بل امتد إلى الإعلام الأمريكي ذاته. ففي مقال نشرته مجلة نيوزويك، كتب رئيس تحريرها جوش هامر مقالة بعنوان: "لقد حان الوقت لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية".
اعتبر هامر أن الولايات المتحدة تعاملت مع الجماعة لعقود طويلة بمزيج "خطير من السذاجة والتجاهل المتعمد"، ما فتح الباب أمام تغلغلها في الساحة الأمريكية والعالمية. وأضاف أن الإخوان ليست حركة دينية سياسية بريئة، بل هي "المنبع الأيديولوجي لمعظم الحركات الإرهابية" التي انبثقت عنها تنظيمات مثل القاعدة وحماس، مشيراً إلى أن بصماتها واضحة في كل شبكات التطرف الحديثة.

مواجهة مباشرة مع جماعة الإخوان

أوضح اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الإدارة الأمريكية في عهد ترامب وضعت مكافحة الإرهاب على رأس أولوياتها، ورأت في الإخوان تهديداً مباشراً لمصالحها وحلفائها في المنطقة. فالجماعة، بحسب التقديرات الأمريكية، لم تكن مجرد كيان سياسي، بل شبكة واسعة من المصالح والعلاقات العابرة للحدود، تستغل الخطاب السياسي والدعوي كغطاء لتعزيز نفوذها.

قرار يتجاوز حدود الهجرة

أكد السيد أن ما صدر عن واشنطن لم يكن مجرد تضييق قانوني على طلبات اللجوء، بل رسالة سياسية بامتياز. فالقرار عكس رغبة الإدارة في وضع الجماعة في خانة القوى المرتبطة بالتطرف والعنف، وإرسال تحذير واضح بأن زمن التغاضي عن أنشطة الإخوان قد انتهى.

صدى إقليمي ودعم عربي

يرى الخبير الاستراتيجي أن هذا التوجه ساهم في تقوية الموقف الإقليمي الساعي لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، ومنح الدول العربية التي تواجه خطر التمدد الإخواني سنداً سياسياً إضافياً. فقد وجد حلفاء واشنطن في المنطقة أن القرار الأمريكي يعزز جهودهم في كبح محاولات الجماعة لاستغلال الساحة الإعلامية والسياسية لنشر نفوذها.

التحديات القانونية والسياسية.. معركة لم تُحسم بعد

رغم حماسة إدارة ترامب، إلا أن الطريق إلى حظر الإخوان رسمياً في الولايات المتحدة لم يكن مفروشاً بالورود. فالمعارك القضائية المحتملة، وضغوط جماعات الضغط المدافعة عن حرية المعتقد والتنظيم، شكّلت عقبات جدية أمام صدور قرار نهائي سريع. ومع ذلك، فإن مجرد طرح الملف على هذا المستوى الرسمي، عكس تحوّلاً جوهرياً في الطريقة التي تنظر بها واشنطن إلى الإخوان، ليس كحركة سياسية بل كتهديد أمني عالمي.
قرار يتجاوز حدود أمريكا

خطط إدارة ترامب ضد الإخوان لم تكن مجرد سياسة داخلية تخص قوانين الهجرة، بل كانت خطوة تحمل دلالات أوسع تتعلق بمواجهة الإرهاب الفكري والتنظيمي على مستوى عالمي. وبينما لا تزال المعركة القانونية والسياسية مفتوحة داخل الولايات المتحدة، فإن الرسالة التي بعثتها واشنطن إلى الإقليم كانت واضحة.. عصر التسامح مع الإخوان قد انتهى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق