أفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان بأن الأمطار الموسمية تسببت في فيضانات أودت بحياة أكثر من 700 شخص في جميع أنحاء البلاد منذ 26 يونيو/حزيران الماضي، بينهم 400 قتيل خلال الأيام الخمسة الأخيرة.
وفي إقليم خيبر باختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان في شمال غرب باكستان وحده، سجّلت 356 وفاة، حسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، وسط مخاوف من تزايد أعداد الضحايا مع استمرار موسم الأمطار حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.
وتسببت الأمطار الغزيرة في أنحاء مناطق شمال باكستان بفيضانات وانزلاقات للتربة جرفت قرى بأكملها، فيما علق العديد من السكان تحت الركام وفُقد العشرات.

البحث جارٍ
وحفر عناصر الإنقاذ في الوحل والحجارة في قرية دالوري في خيبر-باختون خوا على أمل العثور على ناجين وجثث المفقودين.
وراح أبناء القرية يتابعون وهم يشاركون جهود عناصر الإنقاذ بعد يوم على توقف عمليات البحث بسبب غزارة الأمطار.
وتضررت الكثير من الطرقات، ما صعب على عناصر الإنقاذ الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الفيضانات، وما زالت الاتصالات صعبة، مع تأثر شبكات الهاتف في المناطق المتضررة.
وبدأت الأمطار الغزيرة تتساقط اليوم الثلاثاء في أجزاء من باكستان بقيت حتى الآن بمنأى عن الفيضانات.
ويتوقع أن تتواصل الأمطار حتى السبت المقبل، فيما "ستبدأ موجة جديدة بحلول أواخر الشهر، حسب ما أفاد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث اللفتنانت الجنرال إينام حيدر مالك.
وبأضواء الهواتف المحمولة، يفتش سكان قرى في شمال باكستان عن أقارب لهم بين أنقاض منازلهم التي دمّرتها الأمطار الغزيرة المصاحبة للرياح الموسمية، لمحاولة إنقاذهم.
ويحمل البعض مجرفة أو مطرقة، في حين يعوّل آخرون مثل الطالب شكيب غاني من بلدة دالوري على أياديهم للبحث في الركام، وقد عُثر على جثّة والده، لكنه يبحث عن أفراد آخرين من عائلته ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، أحياء أو أمواتا.
إعلان
وبهدوء يبعد مسعفون الشاب المصدوم ويصطحبه جيران ويسقونه ماء في محاولة للتخفيف من حزنه.
وأمس الاثنين انقلبت حياة جميع سكان دالوري رأسا على عقب، ودُمّر 15 منزلا بالكامل، في حين تعرّضت منازل كثيرة أخرى لأضرار جسيمة، وأُعلن مقتل 9 أشخاص، فيما لا تزال الأبحاث متواصلة عن المفقودين المقدر عددهم بنحو 20.
وقال العامل عمر إسلام (31 عاما) الذي قُتل والده أمس إن "مأساتنا أكبر من أن يكون من الممكن شرحها". وأضاف وهو يحاول حبس دموعه "خسرنا كل ما كان لدينا في غضون دقائق.. انهارت حياتنا".
وأما فضل أكبر (37 عاما) فتحدّث عن تداعيات الفيضانات "المروعة"، وقال "حصل الأمر فجأة.. في غضون أقل من 20 دقيقة، تحوّلت قرانا إلى أنقاض".

تحذيرات
وحذرت السلطات الباكستانية من فيضانات في المدن الكبيرة بالمناطق الساحلية لإقليم السند، بما في ذلك في مدينة كراتشي العاصمة الاقتصادية للبلاد بسبب ضعف البنى التحتية.
وتهطل الأمطار في 15 منطقة بإقليم بلوشستان المجاور لإقليم السند، حيث أُغلق الطريق السريع الرئيسي الذي يربطه بالسند أمام المركبات الثقيلة، حسب مسؤول الكوارث في المنطقة محمد يونس، الذي أوضح أن أضرارا لحقت بـ40 إلى 50 منزلا في المنطقتين.
وتكثر انزلاقات التربة والفيضانات المفاجئة خلال الموسم الماطر الذي يبدأ عادة في شهر يونيو/حزيران.
وتعد باكستان من أكثر بلدان العالم عرضة لتداعيات التغير المناخي، وتواجه بشكل متزايد ظواهر جوية قصوى.
وأغرقت الفيضانات خلال الموسم الماطر ثلث باكستان عام 2022، وأدت إلى مقتل 1700 شخص.
0 تعليق