شيّع آلاف المواطنين في العاصمة البوركينابية واغادوغو -أمس الاثنين- جثمان الناشط والمؤثر آلان كريستوف تراوري، المعروف باسم "ألينو فاسو"، الذي توفي قبل أسابيع داخل مركز احتجاز في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، وسط دعوات شعبية ورسمية لكشف ملابسات وفاته ومحاسبة المسؤولين عنها.
وكان فاسو قد اعتُقل في يناير/كانون الثاني الماضي في كوت ديفوار بتهمة "التخابر مع جهات أجنبية"، قبل أن تُعلن السلطات عن وفاته يوم 24 يوليو/تموز داخل زنزانته، في ظروف أثارت جدلا واسعا على المستويين الشعبي والدبلوماسي.

استقبال رسمي وشعبي واسع
وصل جثمان فاسو إلى مطار واغادوغو على متن طائرة خاصة، حيث كان في استقباله حشد كبير من المواطنين يرتدون الأبيض، إلى جانب أفراد من أسرته، وناشطين في المجتمع المدني، وعدد من الوزراء، بينهم وزراء الخارجية والأمن والاتصال.
وعقب مراسم الاستقبال، انطلقت جنازة رمزية باتجاه مستشفى بوغودوغو جنوب العاصمة، وسط هتافات تطالب بالعدالة، أبرزها "العدالة لألينو".
وفي أول تعليق رسمي من أبيدجان، قال المدعي العام الإيفواري عمر برامان كوني إن فاسو أقدم على الانتحار شنقا باستخدام غطاء سرير، بعد محاولة فاشلة لقطع شرايينه، مؤكدا أن ظروف احتجازه كانت "ملائمة"، ونفى تعرضه لأي شكل من أشكال التعذيب.
لكن هذه الرواية قوبلت بتشكيك واسع في بوركينا فاسو، حيث اعتبرها ناشطون ومراقبون محاولة لتبرئة السلطات من المسؤولية، مطالبين بتحقيق دولي مستقل.

توتر دبلوماسي متصاعد
تأتي وفاة فاسو (44 عاما) في سياق توتر متزايد بين أبيدجان وواغادوغو، خاصة بعد الانقلاب العسكري الذي قاده النقيب إبراهيم تراوري في سبتمبر/أيلول 2022، والذي أعاد تشكيل التحالفات الإقليمية في غرب أفريقيا.
إعلان
وفي أول رد فعل رسمي، أكدت الحكومة البوركينابية أن "هذا الموت لن يمر دون محاسبة"، في إشارة إلى احتمال اتخاذ خطوات دبلوماسية أو قانونية ضد كوت ديفوار.
0 تعليق