كيف كانت اللحظات الأخيرة قبل استشهاد أنس الشريف وزملائه؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ليل ثقيل من أغسطس/آب دوى انفجار إسرائيلي عند بوابة مجمع الشفاء الطبي بغزة، ليطوي حياة 4 من صحفيي الجزيرة الذين نقلوا للعالم تفاصيل المأساة اليومية تحت النار.

وتناولت حلقة برنامج "المرصد" بتاريخ (2025/8/19) مشاهد الساعات الأخيرة قبل استشهاد أنس الشريف و محمد قريع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، لتروي شهادات مؤثرة من زملائهم وأسرهم، وتوثق تفاصيل اللحظات التي سبقت القصف الإسرائيلي المباشر على خيمة الصحفيين.

في ذلك المساء كان الشريف ورفاقه يغطون أوضاع المستشفيات ومأساة الجوع، قبل أن يتخذوا قرار البقاء معا في خيمتهم قرب الشفاء.

وتكشف روايات الشهود أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية كانت تحوم بكثافة فوق المكان، قبل أن تباغتهم بصاروخ أصاب الخيمة مباشرة.

ابن شقيق أنس، مصعب الشريف، يروي كيف أوصاه عمه بمغادرة المكان لحماية حياته، مؤكدا أن موت فرد أهون على العائلة من فقدان ثلاثة. لكنها كانت وصية الوداع الأخيرة التي سبقت استهداف الخيمة بدقائق.

وتحدث زملاء المراسلين عن سكون أعقب الانفجار، وصوت انفجار ضخم ألقى الجميع في دوامة دخان وشظايا. لم يدرك أحد حينها أن المستهدف كان فريق الجزيرة نفسه، إلى أن تبين أن الجريمة وقعت داخل خيمة أنس ورفاقه.

في أروقة مستشفى الشفاء، عاش مصعب صدمة اكتشاف أجساد الشهداء، بينما ساد الصراخ والانهيار مشهد استقبال الجثامين. لحظات لم يستطع وصفها إلا بكلمة واحدة: "فقد لا يُحتمل".

أم أنس تحدثت بوجع عن ابنها الذي عاش مهددا بالموت لكنه ظل يصر على الاستمرار في نقل معاناة غزة. كانت تقول له "اترك الصحافة"، لكنه يرد "هذا قدري وأمانتي أمام الله".

واستحضرت زوجة محمد قريقع بدورها ساعاته الأخيرة، حيث أوصاها بالاعتناء بأطفاله، وكأن إحساسا داخليا كان يسبق الفاجعة. وعندما تأخر عن العودة اتصلت بزملائه دون جدوى، قبل أن تعلم بخبر استشهاده.

ابن الشعب

شهادات أخرى من المقربين أكدت أن أنس كان يردد دائما أن التغطية لن تتوقف باستشهاد صحفي، فجيل يسلّم جيلا، والصوت سيبقى حاضرا رغم محاولات الاحتلال إسكاته. كان يصف نفسه بأنه "ابن الشعب"، يعيش الألم معهم في خيمة صغيرة على قارعة الطريق.

إعلان

زملاؤه الذين نجوا من القصف قرروا إعادة نصب الخيمة ذاتها في المكان المستهدف، تعبيرا عن إصرارهم على الاستمرار في نقل الحقيقة، مؤكدين أن دماء الشهداء أصبحت وصية لا يمكن التخلي عنها.

ووثقت الحلقة أيضا ردود الفعل الدولية الغاضبة، حيث أضيئت الشموع في عواصم غربية وأقيمت وقفات احتجاجية، بينما نشرت منظمات حقوقية تقارير تتحدث عن استهداف ممنهج للصحفيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم أنس الشريف.

تحقيقات صحفية إسرائيلية كشفت وجود وحدة خاصة تسمى "خلية إضفاء الشرعية" تتعمد اتهام صحفيي غزة بالانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتبرير قتلهم، وهي رواية اعتبرتها منظمات دولية غطاء لجريمة حرب.

وأكدت لجنة حماية الصحفيين أن استشهاد أنس وزملائه مثال صارخ على استهداف مباشر يخالف كل القوانين الدولية.

ورفع استشهاد طاقم الجزيرة عدد الصحفيين المغتالين في غزة إلى 238، معظمهم قتلوا وهم يرتدون شارات الصحافة، بينما يواصل الاحتلال الإفلات من العقاب.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق