عامر سعيد.. خرج ليجلب الطعام لأطفاله الجياع فعاد محمولاً بكفن بلاستيكي - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

لم يعلم الأطفال مالك وريما وسعيد انهم سيعيشون باقي حياتهم ان كتبت لهم الحياة بدون سند بعد ان قتلت قوات الاحتلال والدهم عامر سعيد في منتصف الثلاثينات من عمره.
ورغم صغر أعمارهم والتي تتراوح بين العام الواحد والسبعة أعوام، إلا ان الحزن داهمهم ولم يفارقهم بعد مضي عشرة أيام على استشهاد والدهم خلال رحلة بحثه عن طعام يسد رمقهم وجوعهم.
فبدلاً من عودته بكيس مليء بالطعام عاد بكفن نايلون تبرعت به مؤسسات دولية لصالح عيادات ومستشفيات غزة لتكفين الشهداء الذين يرتقون يومياً بالعشرات واحياناً بالمئات.
وبحسب شهود عيان فإن قناصة الاحتلال لم يمهلوا عامر يوماً واحداً للحصول على ما تيسر من طعام لإطعام أسرته التي تعاني وجع الجوع من خمسة شهور وباغته أحدهم برصاصة اخترقت رقبته وقتلته على الفور.
وأضاف شهود العيان إنه ولحظة وصول عامر برفقة عدد من المواطنين الى منطقة قريبة من مكان تجمع شاحنات المساعدات شمال غربي غزة، باغته أحد قناصة الاحتلال برصاصة واحدة أنهت حياته على الفور، ودفعت الآخرين للاحتماء بتلال رملية صغيرة، قبل ان يتوجهوا لعامر لسحب جثمانه ونقله الى المستشفى لاستخراج شهادة وفاة والمصادقة على دفنه.
ووصف الشاب حسام والذي كان بجانب عامر لحظة استشهاده، أنها المرة الأولى الذي يتوجه فيها عامر للمنطقة بعد تردد لاكثر من شهرين، بسبب خشيته من التداعيات الكارثية للتواجد في المنطقة، بسبب استهداف قوات الاحتلال للمجوّعين ومنتظري المساعدات وقتل وجرح اعداد كبيرة منهم.
ولم تصدق ريم زوجة عامر ان زوجها الجامعي قد عاد محمولاً على أكتاف رفاقه بعد اقل من ساعتين من خروجه من المنزل.
وقالت ريم لـ"الأيام" إنه لم يبلغها بقراره التوجه لجلب الطعام والمواد الغذائية "حتى لا ينتابني القلق وينتاب باقي افراد الأسرة".
ولا يزال الحزن يسيطر على ريم وابنائها الثلاثة الذين يستذكر اثنان منهم والدهما في كل لحظة.
وأوضحت انه كان يتردد طوال الوقت ومنذ سماح قوات الاحتلال ادخال المواد الغذائية بشكل مقلص ومحدود لشمال القطاع قبل نحو شهرين خوفاً من استهدافه.
وأكدت ان نفاد الطعام وعدم قدرته على شرائه من الأسواق بأسعار خيالية دفعه للذهاب برفقة مجموعة من رفاقه اعتادت على الذهاب بشكل دائم تقريباً، أملاً منه بالحصول على القليل من الطعام وخاصة الطحين والأرز، ولكنه وللأسف عاد محمولاً على اكتاف هؤلاء الرفاق الذين كانوا برفقته لحظة استشهاده.
وتساءلت ريم بحرقة وهي تحتضن ابنها الرضيع سعيد ابن العشرة شهور، ما ذنب هذا الطفل يعيش باقي حياته اذا نجا من المقتلة بدون أب.
وقتلت قوات الاحتلال نحو الفين من منتظري المساعدات خلال توجههم لاستلام المساعدات في مناطق التوزيع التي أقامها جيش الاحتلال برفقة شركات امنية أميركية، او اعتراض الشاحنات خلال عبورها الحواجز الإسرائيلية في شرق وشمال القطاع، كما أصيب نحو سبعة آلاف آخرين معظمهم بجروح أدت الى اعاقات دائمة.
وترفض قوات الاحتلال السماح بتأمين شاحنات المساعدات ووصولها لمستودعات المؤسسات الأجنبية والدولية رغم المناشدات والإلحاح الشديد من قبل هذه المؤسسات على الجانب الإسرائيلي بضرورة السماح بتأمينها، من اجل توزيعها على المواطنين بشكل عادل بدلاً من استئثار شريحة معينة بالمساعدات.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق