غارديان: مراسلو الجزيرة في غزة موهوبون ومحترفون - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أشاد مقال في صحيفة الغارديان البريطانية بمستوى كفاءة مراسلي الجزيرة في قطاع غزة، لافتا إلى امتلاكهم سمات استثنائية عكست مدى إيمانهم الراسخ وعزيمتهم وشجاعتهم، ومدى اعتبارهم الصحافة واجبا، حتى لو كان ثمن ذلك الموت المحتم. في حين انتقد المقال تعرض صحفيي غزة إلى ما وصفته بـ"خذلان فادح" من قبل زملائهم في وسائل الإعلام الغربية.

وقالت كاتبة المقال نسرين مالك، إنه وفي الوقت الذي أذهلت فيه اغتيالات الصحفيين الأخيرة العالم، لم يُقل سوى القليل عن مستوى الصحافة في غزة، مشيدة بمدى طلاقة الصحفيين واتزانهم في ظل ظروف مستحيلة، وتمكّنهم من تغطية الأحداث المروعة والمأساوية على نحو يومي، مع الحفاظ على رباطة جأشهم والحضور المهني والهادئ أمام الكاميرا.

وأبدت الكاتبة إعجابها الشديد بلغة الصحفيين الفصيحة، مضيفة "كنت أجد صعوبة في كثير من الأحيان في ترجمة كلماتهم من العربية إلى الإنجليزية، فعباراتهم غنية وواسعة"، مشيرة إلى أن وصية الشهيد أنس الشريف، تفقد بعض قوتها عند ترجمتها.

إسماعيل الغول لم ير زوجته وطفله منذ شهور وكان يشتاق إليهما بشدة، حسام شبات ومحمد قريقع وأنس الشريف كانوا يطلبون وقتا لتأمين الطعام لأسرهم في الصباح قبل أن يبدأوا عملهم الصحفي، واليوم، جميعهم شهداء.

بواسطة نسرين مالك

وتصف الكاتبة لقاءها مع تامر المسحال، مسؤول فريق قناة الجزيرة في غزة، لأول مرة في يوليو/تموز من العام الماضي، وكان الفريق قد فقد اثنين من الصحفيين، حمزة الدحدوح وسامر أبو دقة، حيث أدركت حجم المخاطر الذي كان يتعرض لها الفريق، فقد كانوا جائعين، ويفتقرون إلى المعدات الواقية، ويتعاملون مع تهديدات من الجيش الإسرائيلي، واستشهاد أفراد من عائلاتهم.

وتضيف "إسماعيل الغول لم ير زوجته وطفله منذ شهور وكان يشتاق إليهما بشدة، حسام شبات ومحمد قريقع وأنس الشريف كانوا يطلبون وقتا لتأمين الطعام لأسرهم في الصباح قبل أن يبدؤوا عملهم الصحفي، واليوم، جميعهم شهداء".

إعلان

لن نخون رسالتهم ووصيتهم الأخيرة

وتذكر الكاتبة شهادتها بعد تواصلها مع بعض العاملين ضمن فريق الجزيرة في غزة أثناء إنجازها لملف تعريفي عن الصحفي المخضرم وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته وثلاثة من أطفاله وحفيده، وتقول "تحدث الجميع عن عملهم باعتباره واجبا يجب القيام به رغم المخاطر"، واستشهد آنذاك ثلاثة من الفريق، وتضيف الكاتبة "في كل مرة أرسلت فيها تعازي، كان الرد دائما أن التغطية لن تتوقف".

وتنقل الكاتبة عن مسؤول في الجزيرة تحدثت إليه قبل أسبوع قوله "نحن مستمرون، لن نخون رسالتهم أو وصيتهم الأخيرة"، وذلك بعد أن فقدت الجزيرة فريقها بأكمله في مدينة غزة، في الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة أنس الشريف ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر.

 

سيكون في غزة دائما شخص شجاع وواضح الرؤية يواصل التغطية، شخص يرتدي سترة واقية من الرصاص تجعله هدفا، يواصلون، بمفردهم، تحمل مسؤولية إطلاع العالم على حقيقة الأحداث في غزة، حتى لو كانت أصواتهم وأنفاسهم محاصرة.

بواسطة الكاتبة

ونوهت كاتبة الغارديان إلى أن ما تسعى الحكومة الإسرائيلية لتحقيقه عبر اغتيال الصحفيين، هو القضاء على الصورة ذاتها التي ينقلها الصحفيون الفلسطينيون، مضيفة أن الهدف هو القضاء على المصداقية والكرامة والموهبة التي يظهرها صحفيو غزة للعالم في تقاريرهم ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فكلما زادت صورة غزة كمكان يعج بالمسلحين، ولا يوجد فيه صحفيون موثوقون، ولا يمكن فيه الطعن في مبررات إسرائيل للقتل والتجويع من قبل شهود موثوقين، سهل على إسرائيل تنفيذ الإبادة الجماعية، بحسب الكاتبة.

خذلان فادح 

وانتقدت الكاتبة، مؤلفة كتاب "نحن بحاجة إلى قصص جديدة" ما وصفته بـ"الخذلان الفادح" الذي تعرض له الصحفيون في غزة، من قبل العديد من زملائهم في وسائل الإعلام الغربية، ليس فقط من حيث طريقة تغطية استشهادهم، بل من حيث طريقة وصف الحرب برمتها.

وأوضحت أن الإعلام الغربي غالبا ما يصف أرقام الشهداء والمجوعين في غزة بأنها صادرة عن وزارات "تديرها حماس"، لكن البيانات الصادرة عن السلطات الإسرائيلية لم تُرفق مرة بتحذيرات من أنها غير موثوقة، كما أن أحدا لن يقرأ عبارة "مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية" ملحقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في غضون ذلك -تتابع الكاتبة- تواصل الصحافة الغربية التشكيك برسالة الصحفيين الفلسطينيين، تحت ذريعة عدم تمكن وسائل الإعلام الأجنبية (التي لا يُسمح لها بدخول غزة) من إصدار الحكم النهائي المعياري، مضيفة "إنهم (صحفيي غزة) يُطردون من جسد الصحافة، وتُدفن حقيقتهم معهم".

لكن في غزة -تختم الكاتبة مقالتها- سيكون هناك دائما شخص شجاع وواضح الرؤية يواصل التغطية، شخص يرتدي سترة واقية من الرصاص تجعله هدفا، يواصلون، بمفردهم، تحمل مسؤولية إطلاع العالم على حقيقة الأحداث في غزة، حتى لو كانت أصواتهم وأنفاسهم محاصرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق