يعتقد سكان العاصمة الهندية أن الأمور تتغير بسرعة في دلهي، فالمدينة الحديثة أصبحت الآن عاصمةً لأكثر دول العالم سكاناً، بمترو حديث وطابع دولي تعددت معالمه الحديثة، لكن دلهي لطالما افتخرت بتاريخها العريق. وباعتبارها واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان باستمرار، لن تحتاج للبحث طويلاً لاكتشاف تاريخ دلهي الآسر، لكن العديد من التجارب التي قد لا تحظى منك بالاهتمام الكافي بانتظارك في هذه المدينة المتنوعة والآسرة.

تأملات في فن الشارع في لودهي

كانت مستعمرة لودهي في السابق ضاحيةً باهتةً ومزدحمةً ضمن مجمعات سكنية تعود إلى الحقبة البريطانية، لكن جدرانها العالية الآن زاخرة بالألوان. زينت جدرانها، التي أبدعها أكثر من 50 فناناً، من المكسيك إلى فرنسا ومن كندا إلى سنغافورة، مبانيها بأعمال فنية رائعة وهو مشروعٌ تشرف عليه «سانت بلاس آرت» الهند.

توغل داخل ديمونز ماوث

على مقربة من مركز باهارجانغ السياحي، يطل معبد جانديوالان هانومان على مناظر كارول باغ الخلابة بتمثاله هانومان الذي يبلغ ارتفاعه 112 قدماً، ادخل المعبد من خلال ديمونز ماوث، وستجد كهفاً اصطناعياً مملوءاً بتماثيل آلهة بالحجم الطبيعي، بعضها يشرب دم كالي وهو يتدفق من رقبتها المقطوعة.

التسوق في بابا خاراك

باعتبار أن دلهي عاصمةً، فإن أفضل ما تقدمه الهند يتجمع فيها، يمكنك شراء الهدايا التذكارية من جميع أنحاء البلاد، كلها في مكان واحد على طول طريق بابا كاراك سينغ مارغ، الممتد من وسط كونوت بليس.

هناك نصف كيلومتر من مراكز التسوق الحكومية الزاخرة بالكنوز والتي تمثل حرفيين من مختلف ولايات الهند وعلى بُعد بضعة مبانٍ شرقاً، يقع مركز الصناعات المنزلية المركزي، الذي تديره الحكومة وهو كنز متعدد الطوابق من الحرف اليدوية من جميع أنحاء الهند، جميعها بأسعار ثابتة.

أثناء وجودك في المنطقة، توقف عند جانتار مانتار، المبنى الفريد ذي اللونين الوردي والأبيض والذي بناه مهراجا جاي سينغ الثاني عام 1725.

استكشف القلعة الحمراء

نقل الإمبراطور المغولي شاه جهان، أحد أشهر قادة الهند، عاصمته من أغرا إلى دلهي عام 1648 وهو العام نفسه الذي اكتمل فيه بناء ضريح زوجته، تاج محل. ثم أطلق عليها اسم شاه جهان آباد وبنى القلعة الحمراء والمسجد الجامع المجاور لها، كانت القلعة الحمراء ساحة معركة رئيسية ضد البريطانيين في حرب الاستقلال الأولى 1857، حيث لا تزال آثار الرصاص واضحة، بعد الحرب دمّر البريطانيون ثلثي مباني القلعة الحمراء وأقاموا ثكنات على الطراز الفيكتوري في أراضيها. واليوم، أُعيد استخدام هذه الثكنات كمتاحف حديثة. على مشارف القلعة الحمراء، تقع تشاندني تشوك الوجهة المثالية لعشاق مأكولات شوارع دلهي والمعروفة أيضاً باسم ديلي-كا-تشات. هنا تذوق أطباق دلهي المميزة.

استكشف قبر همايون

بُني ضريح الإمبراطور همايون، المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، عام 1570 ليمزج بين العمارة المغولية التقليدية والتقاليد المعمارية لزوجته الفارسية المولد وقد حقق هذا المزيج نجاحاً باهراً، حتى إنه استُخدم نموذجاً لتاج محل.

على بُعد خطوات من ضريح همايون، يقع معلمان سياحيان بارزان في دلهي. يُعدّ ضريح حضرة نظام الدين تجربةً روحانيةً فريدةً، حيث يزوره مئات المصلين يومياً ستجد بالقرب المزيد من المباني التاريخية في حضانة ساندر وهي حديقة تراثية مُرمّمة بعناية.

استشر منجِّماً

يُمارس علم التنجيم الفيدي الهندي، المعروف أيضاً باسم «جيوتيش»، في الهند منذ حوالي 3000 عام. ورغم وجود الكثير من المتشككين، إلا أن المنجمين متأصلون بعمق في الثقافة الهندية وهاك جنوب دلهي مكان رائع لاستشارة منجم،

أفضل طريقة لاختيار منجم هي مراجعة تقييماته وتدريبه على الإنترنت. عموماً، كلما كانت سمعته أفضل، زادت التكلفة، تبدأ الأسعار من 1000 روبية هندية (12 دولاراً) ولكن عادةً ما يتراوح سعر الساعة مع منجم يتحدث الإنجليزية بين 3000 و6000 روبية هندية (35-70 دولاراً).

زيارة مسجد قطب منار

كان قطب منار، المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أول ما بناه قطب الدين أيبك عندما اقتحم المدينة عام 1193، مُطيحاً بحكام تومار راجبوت. شُيّدت المئذنة من أحجار الحصن القديم ومعابده، وأعلنت بوضوح عن قيام نظام جديد في المدينة وحكم المسلمون دلهي من ذلك الوقت حتى مجيء البريطانيين ويضم المجمع مسجد قوة الإسلام، أول مسجد في الهند.

التحويلة: قم بزيارة منتزه مهراولي الأثري، حيث يوجد 440 نصباً تذكارياً يعود تاريخها إلى القرن العاشر منتشرة عبر الغابة المتضخمة.

تجول في هوز خاس البوهيمية

تلتقي فنون الهند المستقلة في قرية هوز خاس جنوب دلهي وهي ملتقى فني صغير يضم مقاهيَ عصرية وصالات موسيقى حية، وصالونات وشم وأزياء عصرية، بجوار أطلال هوز خاس، استمتع باستكشاف الأسطوانات، أو استمع إلى الموسيقى الحية، أو اعزف بنفسك في مقهى جيبسي، وهو مكان هادئ ومريح، حيث يجتمع الموسيقيون للعزف.

زيارة المعارض في معبد أكشاردام

زيارة هذا المعبد الحديث على الضفة الشرقية للنهر تجربةٌ أشبه بمنتزه ترفيهي. بُني عام 2005 وتشمل معارضه جولةً بالقارب عبر 10000 عام من التاريخ الهندي وتجربةً تفاعليةً متحركةً وعرضاً للصوت والضوء، أما التحفة الحقيقية فهي المعبد المذهل نفسه، بحجره الرملي الأحمر الباهت المنحوت على شكل نقوشٍ بارزةٍ متقنةٍ باستخدام مهارات حرفية تقليدية، بما في ذلك 20000 قديس وكائن أسطوري.

استمتع بالهدوء في زهرة اللوتس

تحفة معمارية خلابة، دار العبادة البهائية على شكل زهرة لوتس، بسبع وعشرين بتلة من الرخام الأبيض الرقيق، بُني هذا المعبد لجميع الأديان، حيث يُدعى الزوار للصلاة أو التأمل بصمت وفقاً لمعتقداتهم ويسود المكان شعورٌ بالسكينة يكاد يكون ملموساً.

وتزخر دلهي بالكثير من الوجهات السياحية الكلاسيكية التي يؤمها عشاق التراث والآثار حيث يمكن قضاء أجمل الأوقات في أسواقها القديمة والاستمتاع بتجارب تسوق لا تنتهي.