أطلق الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أول مبادرة مصرية من نوعها تحت مسمى NILE (Network for International Leadership & Expertise)، والتي تستهدف استقطاب الخبرات الطبية المصرية الناجحة عالميًا، واستعادة العقول المهاجرة للمشاركة في تطوير وتوطين أحدث خدمات الرعاية الصحية داخل مصر.
وفي إطار المبادرة، أعلنت الهيئة عن نجاح إجراء أولى عمليات تغيير الصمام الأورطي بالقلب باستخدام القسطرة عبر تقنية التافي (TAVI) لأول مرة بمجمع السويس الطبي التابع لها بمحافظة السويس، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والأطباء المصريين العالميين.
إنشاء مركز تميز إكلينيكي متكامل لعلاج أمراض القلب والصدر
وأكد الدكتور أحمد السبكي أن مجمع السويس الطبي يمثل صرحًا طبيًا متكاملًا يعمل بأحدث التقنيات والتكنولوجيات الحديثة، مشيرًا إلى أنه سيتم العمل على إنشاء مركز تميز إكلينيكي متكامل لعلاج أمراض القلب والصدر داخل المجمع، بالتعاون مع كبرى الشركات الرائدة والخبراء العالميين، ليكون مركزًا إقليميًا متميزًا في هذا المجال.
وأوضحت الهيئة أنه تم بالمجمع إجراء 4 عمليات لتغيير الصمام الأورطي باستخدام التافي لمرضى تراوحت أعمارهم بين 60 و85 عامًا، بمشاركة أطباء مصريين وخبراء مصريين عالميين من أبرزهم: البروفيسور محمد فرج، رئيس قسم القسطرة بمستشفى فريمان – جامعة نيوكاسل بإنجلترا وخبير تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة، البروفيسور محمد سعد، استشاري ونائب رئيس قسم القلب بجامعة كييل – ألمانيا والمدرب المعتمد لعمليات TAVI، أ.د. أحمد علي عبدالرحمن، استشاري القسطرة التداخلية ورئيس قسم القلب بمجمع السويس الطبي، د. محمد صبري، د. أحمد السواح – استشاريّا القلب وخبراء تغيير الصمامات بالقسطرة، أ.د. إسلام عبيد، استشاري القسطرة التداخلية، د. محمود عيد، د. أحمد عبد الفتاح، د. مصطفى صبري، د. محمد حلمي – من أطباء القلب والأوعية الدموية.
كما تم إجراء حالتي قلب مفتوح لتغيير الشرايين التاجية باستخدام تقنية (CABG)، في إطار التوسع في تقديم خدمات متقدمة لمرضى القلب بمجمع السويس الطبي.
وفي السياق ذاته، نظمت الهيئة ورش عمل متقدمة لتدريب الكوادر الطبية بمجمع السويس الطبي على أحدث تقنيات جراحات وقسطرة القلب، استمرت على مدار يومين، وشملت محاضرات علمية متخصصة، وورش عمل تفاعلية، وتدريبًا عمليًا باستخدام نماذج المحاكاة، بالإضافة إلى بث حي مباشر من غرفة القسطرة لعمليات قلب متقدمة.
وقاد هذه الورش التدريبية الخبراء المصريون العالميون المشاركون في إجراء العمليات ذاتها، حيث قاموا بنقل خبراتهم العملية والعلمية إلى الأطباء والكوادر المصرية، بما يسهم في بناء قدرات الفرق الطبية الوطنية وفق أحدث الممارسات العالمية.
وجرت الورش تحت إشراف ومتابعة: د. أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، الأستاذ الدكتور حازم خميس، عضو المجلس الاستشاري الطبي الأعلى للهيئة والمشرف العام على أقسام القلب بمستشفيات الهيئة، د. أحمد شفيق، مدير فرع الهيئة بالسويس، د. محمد بدر، مدير عام الإدارة الثانوية والثالثية بالهيئة، اللواء طبيب محمد أبوالنجا، مدير مجمع السويس الطبي، د. يارا كامل، مدير إدارة الرعاية الثانوية، بالهيئة، د. محمد أيوب، المشرف على شراكات الأعمال بمكتب المدير التنفيذي للهيئة.
كما تضمنت ورشة متخصصة في الأشعة المقطعية للقلب بإشراف د. أحمد عبدالوهاب عيسى، استشاري أمراض القلب والقسطرة بمستشفى فريمان – نيوكاسل، وبمشاركة فرق التمريض والأشعة والتصوير الطبي بمجمع السويس الطبي، من بينهم: إيهاب عز، عبدالله نبوي، شيرين إبراهيم، هناء حسين، إيمان مبارك، مصطفى صابر، محمود جمال، إسلام ثروت، أسماء حمزة، هبة عبد الهادي، هبة فكري، محمد خلف، رحمة علي.
وأشار الدكتور أحمد السبكي إلى أن تكلفة العملية الواحدة بتقنية التافي خارج منظومة التأمين الصحي الشامل تتجاوز المليون جنيه، في حين لم يتحمل المنتفع سوى 482 جنيهًا فقط، وهو ما يعكس قيمة المنظومة في تخفيف الأعباء المالية عن المرضى وضمان حصولهم على خدمات علاجية بمعايير عالمية الجودة.
وأكد السبكي أن الاستثمار في الكوادر البشرية، وإدخال أحدث التقنيات وفق أفضل الممارسات العالمية، واستحداث خدمات جديدة يمثل ركيزة أساسية لتوطين اللامركزية في العلاج، واستبقاء الكفاءات، واستعادة العقول المهاجرة، مشددًا على أن هذه النجاحات تترجم رؤية الهيئة في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي لعلاج أمراض القلب المتقدمة، وتعزيز ريادتها في تقديم رعاية صحية عالية الجودة بمعايير دولية.
وتجدر الإشارة إلى أن تقنية التافي تُعد من أحدث الطرق العالمية لعلاج ضيق الصمام الأورطي دون الحاجة لجراحة قلب مفتوح، حيث تُمكّن المرضى – خاصة كبار السن وذوي المخاطر العالية – من استعادة القدرة على التنفس والحركة سريعًا، وتُسهم في تقليل فترة التعافي بشكل كبير.
0 تعليق