وهج خافت يخترق جماجمنا .. ويحمل أدلة على نشاطنا العقلي..!!
في اكتشافٍ يبدو أشبه بالخيال العلمي، أظهر باحثون أن أدمغة البشر تُصدر ومضاتٍ ضوئيةٍ يُمكنها المرور عبر الجمجمة. هذه الإشارات ضئيلةٌ وخافتةٌ لدرجة أنها أضعف بمليون مرة مما يُمكننا رؤيته، وتُشير أبحاثٌ جديدةٌ إلى أنها تحمل أدلةً مهمةً حول وظائف الدماغ.
نشرت مجلةiScience، دراسة تفيد أن علماء من جامعة ألجوما وجامعة ويلفريد لورييه في أونتاريو، بالتعاون مع باحثين من جامعة تافتس في ماساتشوستس، بدأوا في فهم إمكانية استخدام انبعاثات الفوتونات فائقة الضعف، أوUPEs، لتتبع الحالات العقلية. تفتح نتائجهم الباب أمام طريقة جديدة وسلبية تمامًا لمراقبة نشاط الدماغ.
انبعاثات الفوتونات فائقة الضعف هي كميات ضئيلة من الضوء تُطلقها الأنسجة الحية، وهو أمرٌ عرفه الباحثون لعقود. وتنتج هذه الومضات عندما تعود الجزيئات النشطة إلى حالة الراحة، وتكون غالبًا ناتجًا ثانويًا لعمليات التمثيل الغذائي كاستهلاك الطاقة والإجهاد التأكسدي. وجميع أجزاء الجسم تُصدر انبعاثات الفوتونات فائقة الضعف، لكن ما يصدره الدماغ أكثر بسبب نشاطه المفرط وتركيزه الكثيف للجزيئات الحساسة للضوء.
وجد العلماء أن نبضات الضوء فائقة الضعف (UPEs) تبدو متغيرة مع تغير حالتنا العقلية، حيث تتقلب مع دورات النوم والاستيقاظ، ومستويات الهرمونات، وحتى الجهد المعرفي. وتختلف أطوال موجات هذا الضوء باختلاف العمر وصحة الدماغ. ويشتبه الباحثون في أن هذه النبضات ليست مجرد نواتج ثانوية لنشاط الدماغ، بل تلعب دورًا في تواصل الخلايا.
وذكر موقع ديسكفرمجازين أنه رغم الاهتمام المتزايد، نادرًا ما استُخدمت نبضات الضوء فائقة الضعف عمليًا نظرًا لصعوبة اكتشافها. فالضوء خافت للغاية، وتطغى عليه إشارات أخرى بسهولة، لم يكن واضحًا ما إذا كان يمكن قياسه بشكل موثوق أو استخدامه لاستنتاج شيء حول وظائف الدماغ.
قام فريق البحث بتجنيد 20 بالغًا سليمًا ووضعهم في غرفة مظلمة. وباستخدام أجهزة استشعار ضوئية حساسة، قاموا بقياس انبعاثات الضوء القادمة من الجزء الخلفي للرأس، حيث يعالج الدماغ المعلومات البصرية، والجانبين، اللذين يتعاملان مع الصوت. وارتدى المشاركون قبعات لتتبع نشاط أدمغتهم.
طُلب من المشاركين إغلاق أعينهم وفتحها والاستماع لأصوات بسيطة. ووجد الباحثون أن انبعاثات الموجات فائقة الضعف (UPEs) اتبعت أنماطًا بطيئة وإيقاعية، وتغيرت خلال المهام المختلفة.
النتائج واعدة، ويُؤكِّد الباحثون أن هذه مجرد بداية. وقد يُساعد التعلُّم الآلي في تفسير هذه الأنماط، والكشف عن علامات اضطرابات الدماغ.
أدمغتنا لا تُفكِّر فحسب، بل تُشعُّ أيضاً.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق