رهانها "فلسطين".. الحرب العالمية الثالثة قادمة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رهانها "فلسطين".. الحرب العالمية الثالثة قادمة, اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 03:13 مساءً

رهانها "فلسطين".. الحرب العالمية الثالثة قادمة

نشر في الشروق يوم 18 - 10 - 2024

2330250
تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني «عباس عراقجي» لعواصم التطبيع العربية في نطاق ترتيبات ما قبل المواجهة الحتمية بين محور المقاومة والتحالف الصهيو أمريكي.
والواضح أن هذه الزيارة التي تشمل كلا من الرياض وعمان والقاهرة إلى جانب أنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي تتزامن مع تطورات إقليمية ودولية ترجح أن الشرق الأوسط يتجه نحو المواجهة الشاملة لاسيما في خضم وصول الكيان الصهيوني إلى طريق مسدود مع تصاعد وتيرة استهداف محور المقاومة لكل من حيفا وتل أبيب.
وفي المقابل تتضاءل احتمالات قيام طريق ثالثة في الولايات المتحدة تحررها من قبضة اللوبي الصهيوني وهو ما يرجح إنجرار واشنطن إلى المواجهة المباشرة مع إيران التي تعني بالمعيار العسكري الدخول في مواجهة مع المعسكر الشرقي برمته.
وفي كل الأحوال أصبحت المواجهة بين العالمين القدمين والجديد مسألة حتمية بعد فشل استراتيجيا «المناطق الميتة» التي انتهجتها حلف شمال الأطلسي خلال الأشهر الأخيرة وبدأت بالإجتياح الجزئي لمدينة «كورسك» لإضعاف دور روسيا كضمانة عسكرية لمسار تحرر الشعوب من قبضة ما يسمى "الصهيونية العالمية"
هذا الفشل يبرز بوضوح لا فقط من خلال سرعة تطويق الجيش الروسي للإجتياح الأكراني الأطلسي لمدينة «كورسك» وإنما بالأساس من خلال سقوط أجندات أخرى موازية استهدفت دولا تمثل بدرجات متفاوتة ركائز البناء العالمي الجديد مثل الجزائر وتونس في شمال إفريقيا وفنزويلا في قلب القارة الأمريكية ومالي في الساحل الإفريقي كما فشل التحالف الصهيو أمريكي في إحداث شرخ في محور المقاومة في الشرق الأوسط يكسر الحصار الناري المفروض على الكيان الصهيوني منذ قيام طوفان الأقصى قبل نحو عام.
وبالمحصلة أطلق حلف شمال الأطلسي آخر خراطيشه في الهواء وهو ما يعبر عنه المشهد الراهن في إسرائيل حيث تنعدم الخيارات الإستراتيجية أمام نتنياهو مع انقلاب الوعود بإعادة المستوطنين إلى الشمال وتدمير حزب اللّه اللبناني إلى موجات أخرى من النزوح إلى داخل الكيان في ظل تصاعد وتيرة استهداف المقاومة لكل من حيفا وعكا وتل أبيب وبالتالي خضوع الكيان الصهيوني لطور أخطر من الإستنزاف اللوجستي والعسكري قد يمهد لمرحلة فقدان المرافق الحياتية الأساسية.
وفي المقابل لن تسمح الدائرة المضيقة لما يسمى الصهيونية العالمية بإنهيار هيمنتها على العالم التي تطلب بناؤها خمسة قرون على الأقل وبالتالي لن يتمكن حلف شمال الأطلسي من تفادي المواجهة المباشرة مع معسكر الشرق متأثرا بواعز الخوف من فقدان الهيمنة الذي وصل إلى مداه.
وفي حال وصل حلف شمال الأطلسي إلى هذه المرحلة سيلقى حتفه في كل الحالات لأن المواجهة سيحسمها تجمع «السلاح والطاقة والغذاء والمال» وهو ما يمنح التفوق لمعسكر الشرق الذي تؤكد مؤشرات كثيرة أنه بدأ في ممارسة سياسة استدراج الغرب إلى المواجهة بعد أن عصره ماليا ولوجستيا بمجريات الحرب الأكرانية التي أدت إلى تفليس الإتحاد الأوروبي ثم طوفان الأقصى الذي كان من أهم تداعياته إنهاء سردية التفوق الديمقراطي للغرب الذي بدأ ينغلق على ذاته حيث أصبح من النادر أن تستقبل الولايات المتحدة ودول أوروبا وفدا أجنبيا من خارج المنظومة الأطلسية.
والواضح أن المرحلة التي وصل إليها الصراع بين العالمين القديم والجديد قد تجاوزت إمكانيات التوصل إلى توافق مشابه لترتيبات عام 1946 التي انبثق عنها ما يعرف بنظام القطبين حيث أن «عقدة أكرانيا» لن تحل إلا بتمرد أوروبا على الوصاية الصهيو أمريكية كما أن «عقدة فلسطين» لن تحل إلا بتغيير لخارطة الشرق الأوسط يزيل كل الأوضاع والكيانات المصطنعة التي انبثقت عن وعد بلفور المتعلق بإقامة الفدرالية الصهيونية على أرض فلسطين وتقسيم الشرق الأوسط المعروف بمعاهدة «سايكس بيكو» الفرنسية البريطانية.
والواضح أيضا أن الأجيال الجديدة في فلسطين قد خبرت ضعف الكيان الصهيوني وبالتالي فإنها لن تتوقف عند حد معين خصوصا وأن الوقائع على الأرض قد تجاوزت بكثير منطق «حل الدولتين» بعد أن اضطر الكيان الصهيوني إلى إخلاء شمال فلسطين وما يسمى غلاف غزة من المستوطنين وطالما ظلت النار مشتعلة في فلسطين سيمضي محور المقاومة بقيادة إيران قدما في إعادة ترتيب أوضاع الشرق الأوسط من خلال التعاطي مع الإحتلال الإسرائيلي والوجود العسكري الأمريكي ككيان واحد يتبّوأ مكانة العدو المشترك .
وعلى هذا الأساس يرجح أن يكون وزير الخارجية الإيراني قد طلب من عواصم التطبيع الإلتزام بالحد الأدنى وهو الحياد في المواجهة الأخيرة التي ستندلع قريبا ولن تستغرق كثيرا من الوقت والواضح أن التحالف الصهيو أمريكي الذي لا يزال يعتقد أن الدعاية الإعلامية قادرة على تغيير الأوضاع أراد من خلال اغتيال قائد المقاومة الفلسطينية الشهيد «يحيى السنوار» أن يرهب محور التطبيع حتى لا يقطع أي خطوة باتجاه الإنسجام مع تيار التحرر المتصاعد في الشرق الأوسط.
لكن أوراق الضغط التي تمتلكها طهران تبدو أقوى خصوصا وأن تحركاتها الديبلوماسية الأخيرة تزامنت مع تعديل لدستور حليفها الأول كوريا الشمالية يعتبر كوريا الجنوبية «دولة معادية» وهو ما يرجح أن قرار المواجهة الأخيرة بين الشرق والغرب قد حسم.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق