الاعتداء على قطر.. طعنة جديدة في قلب العروبة - هرم مصر

رياضة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاعتداء على قطر.. طعنة جديدة في قلب العروبة - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 10:29 صباحاً

هرم مصر - لم يكن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة مجرد حادث عابر أو مناورة عسكرية بزعم ملاحقة كوادر وقيادات حركة حماس، بل كان صفعة مباشرة لكل عربي ما زال يظن أن الاحتلال يقف عند حدود فلسطين، المشهد الذي تابعناه جميعا لم يكن مجرد خرق لسيادة دولة عربية، بل كان استهزاء بكل الأعراف الدولية ورسالة واضحة مفادها «نستطيع أن نصل لأي مكان، ونفعل ما نشاء، متى نشاء».

أيها العرب، إن إسرائيل بقيادة نتنياهو أثبتت مجددا أنها لا تعرف إلا منطق القوة الغاشمة، حيث لم يكن القصف يستهدف موقعا عسكريا، بقدر ما كان يستهدف هيبة قطر، وكرامة العرب جميعا، كأنهم أرادوا أن يبعثوا برسالة تقول بكل بجاحة وصلف «لا خطوط حمراء»، هذا هو الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني وجه لا يرحم ولا يعترف بحقوق، ولا يحسب حسابا لقوانين دولية أو أعراف إنسانية.

لكن هل نكتفي بإدانة العدوان والتنديد اللفظي؟ كم مرة مررنا بنفس المشهد في عواصم عربية أخرى، وخرجنا ببيانات شجب واستنكار؟ الحقيقة أن هذا الحدث الجلل يجب أن يكون جرس إنذار يدق في أذن كل زعيم وكل مواطن عربي، فلقد حان الوقت لندرك أن الخطر يحيط بنا جميعا، وأن الضعف فرادى سيكلفنا وجودنا نفسه.

لدينا الإمكانيات من قوة بشرية هائلة وثروات طبيعية لا تنضب وموقع جغرافي استراتيجي يربط العالم شرقا وغربا وحتى سوق إعلامي قادر أن يكون منبرا مؤثرا ينافس أعتى القوى. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل قادرة على أن تتوغل وتعتدي وتفلت بفعلتها دون حساب.

لماذا؟ لأننا - كعرب - لم نبن قوة عسكرية موحدة تحمي كرامتنا، ولم نؤسس قوة اقتصادية مشتركة تعصم قرارنا من ابتزاز الآخرين، ولم نوظف قوة إعلامية صادقة تفضح جرائم العدو وتعبئ شعوبنا للوعي والمقاومة.

أما الاحتماء بالولايات المتحدة أو بغيرها من القوى الكبرى، فهو كما يقول المثل الشعبي «المتغطي بهم عريان»، والتجارب القريبة والبعيدة أثبتت أن من يراهن على حماية الغرب يخسر في النهاية، لأن تلك الدول لا ترى فينا سوى أسواق وصفقات وأوراق ضغط.

أيها السادة إن ما جرى في قطر ليس مجرد حادث معزول، بل هو ناقوس خطر يدعونا جميعا إلى اليقظة، وإذا لم نتعلم من هذا الدرس فسنظل نتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى حتى يأتي اليوم الذي نصحو فيه لنجد أننا فقدنا أوطاننا قطعة قطعة.

أقولها بكل صدق لقد آن الأوان أن نعيد صياغة مشروعنا العربي على أسس القوة والندية، لا التبعية والانتظار، فإسرائيل اليوم لا تختبر قطر وحدها، بل تختبر رد فعل العرب جميعا، فإما أن نرتقي إلى مستوى التحدي، أو نترك التاريخ يكتب أننا كنا شهودا صامتين على إهانة أمتنا.

وأذكركم ونفسي بأن الاعتداء على قطر ليس حادثا عابرا، بل رسالة وقحة من عدو لا يعترف إلا بالقوة ومن هنا أوجه ندائي إلى قادة الأمة العربية، آن الأوان أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية، وأن تترجموا الأقوال إلى أفعال، فالأوطان لا يحميها سوى إرادة صلبة وجيش قوي واقتصاد مستقل وإعلام واع.

وإلى الشعوب العربية، أقول أنتم خط الدفاع الأول، وأنتم مصدر القوة الحقيقي لا تسمحوا للفرقة أن تفتتكم، ولا للغفلة أن تغشي أبصاركم، واجعلوا من هذا العدوان شرارة وعي تدفعنا جميعا إلى وحدة الموقف والعمل قبل أن نصحو - لا قدر الله - على نكبات أكبر.

فلننتبه أيها السادة.. قبل فوات الأوان.

د/ يوسف العميري

[email protected]

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الاعتداء على قطر.. طعنة جديدة في قلب العروبة - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 10:29 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق