نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
على هامش المولد النبوي الشريف - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 03:20 مساءً
إنَّ ما تنفطر من هوله القلوب المؤمنة، ما نراه من حال الأمة من تفرق وتنازع وتباغض وتنافر وموالاة أعداءِ الله وتعاونهم معهم على إخوانهم في الدين والدم والعرق، فهل قرأنا قولَ الله عز وجل:﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ الأنفال46.
وهذا ما نحن فيه الآن من حال الضياع والهوان وتسلط الأعداء، فنحن أمة شاردة تائهة ضائعة غافلة عن غايتها، تتخبط ذات اليمين وذات الشمال،وعدوها المجرم باسط إليها ذراعيه بالقتل والتدمير والتعذيب والتجويع والتشريد.
لمثل هذا يذوب القلب مِن كَمَد إن كان في القلب إسلام وإيمانٌ
إن أدق تشخيص لحال أمتنا اليوم، هو أننا مصابون بما يشبه الشلل في جميع أجهزتنا مما جعلنا في عجز تام عن الحراك الصحيح نحو تحقيق أهدافنا وتأكيد وجودنا وإثبات ذاتنا.
إننا نعيش عصرا عربيا قاسيا،عصرا أدنى من عصر الانحطاط .فإذا كان إبراهيم يازجي”قد قال بيت شعره الشهير(تنبهوا واستفيقوا أيها العرب / فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب) فإننا وبعد أكثر من قرن ونصف على هذا التحذير الشهير وصل بنا الخطب حتى غاصت روؤسنا وليس فقط الركب، إذًا ماذا باستطاعتنا أن نقول في هذا المشهد الأسود؟ لن أتردد في القول: بأننا نعيش في هذه الأيام كعرب ومسلمين في مرحلة الغثاء والذيلية كما ذكر عليه الصلاة السلام(يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها قيل:يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟قاللا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ).
ليس بالغريب أن تكون معاني الإنسانية ما دون الصفر في ما يتعلق بحرب الإبادة في غزة إنما المذهل ألا تكون أمة بأرقام المليار،لم تعد قادرة أن تتخذ قرارا أو تفعل شيئا يوقف هذه الإبادة، ويلجم جنون الصهاينة، وكأن ما يحدث في غزة مشهد سينمائي نشاهده في سهراتنا.
وصدق من قال:(ﻣﻠﻴﺎﺭﻛﻢ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ/ﻛﺄﻧما ﻛﺘﺒﺖ ﻭﺭﺍﺀﺍﻟﻮﺍﺣــــﺪ ﺍﻷﺻـﻔﺎﺭ)العرب في جاهليتهم كانوا ينتصرون لبني قومهم وإن كانوا ظالمين ويتدافعون لنصرته - انصر أخاك ظالما أو مظلوما -هكذا كانت مروءتهم بغض النظر عن صوابيتها أو خطئها لكنهم يرفضون من دافع الحمية ـ الاعتداء على قومهم، فما بال عرب اليوم تعد لديهم حتى مروءة الجاهلية ليصدق فيهم قول:
مررتُ على الشهامةِ وهي تبـكي ... فقلتُ:عَلامَ تنتـحبُ الفتاةُ
فقالت : كيف لا أبـكي وأهلي ... جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا
ولكي نتعرف على سبب الهوان والضعف والتشرذم وعلاج ذلك فلا بد لنا من الرجوع قليلاً إلى التاريخ.يُحكى أنّ ابنة هولاكو زعيم التتار كانت تطوف في بغداد،فرأت جمعاً من الناس يلتفـون حول رجل منهم،فسألت عنه، فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره! فلما مثُل بين يديها سألته:ألستم المؤمنين بالله؟قال:بلى، قالت:ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره المؤمنين؟ قال: بلى..قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟ قال:بلى..قالت:أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟قال:لا..قالت:لم؟! قال:ألا تعرفين راعي الغنم؟قالت:بلى..قال:ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟ قالت: بلى.قال:ما يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه؟ قالت:يرسل عليها كلابه لتعيدها قال:كم تستمر الكلاب في مطاردة الخراف قالت:ما دامت شاردة. قال:فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه، وطالما بقينا نحن المسلمين شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون وراءنا حتى نعود إليه عز و جل، فما أشبه اليوم بالبارحة!!.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : على هامش المولد النبوي الشريف - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 03:20 مساءً
0 تعليق