نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد حظرها في أستراليا.. جدل عالمي حول أمان المراهقين في مواقع التواصل الاجتماعي - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 12:56 مساءً
هرم مصر - نشرت مجلة New Scientist في عددها الصادر بتاريخ 6 سبتمبر 2025 تقريرًا للكاتب James Woodford تناول فيه القرار الأسترالي المثير للجدل الذي يقضي بمنع من هم دون السادسة عشرة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع فرض غرامات قد تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي على الشركات المخالفة.
القرار يقدَّم على أنه خطوة لحماية المراهقين من الإدمان الرقمي والتعرض للمحتوى الضار، لكنه أثار نقاشًا واسعًا حول جدواه العملية والاجتماعية.
التجارب التي أجرتها الحكومة الأسترالية على تقنيات التحقق من العمر كشفت عن ثغرات كبيرة، إذ تبيّن أن شابًا في السادسة عشرة قدّرته بعض الأنظمة بما بين 19 و37 عامًا.
هذا الهامش الواسع من الخطأ يفتح الباب أمام الفوضى، في وقت يمكن فيه للمراهقين الالتفاف بسهولة على الحظر باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة، ما يجعل المنع أقرب إلى وهم أمان.
المخاوف لا تتعلق بالتقنية فقط، بل تمتد إلى الجانب الاجتماعي والنفسي. فحجب المراهقين عن المنصات الاجتماعية قد يعزلهم عن فضاءات إيجابية تتيح التعلم والتواصل وبناء الصداقات.
وقد حذرت اليونيسف أستراليا من أن الحل ليس في الإقصاء، بل في جعل المنصات أكثر أمانًا والاستماع إلى أصوات الشباب. لكن منظمة الصحة العالمية بدورها تشير إلى أن واحدًا من كل سبعة مراهقين عالميًا يعاني من اضطرابات نفسية، وأن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل ارتفع بشكل مقلق بين عامي 2018 و2022، وهو ما يفاقم من الحاجة إلى حلول متوازنة.
وفي مصر، يعكس الواقع أبعادًا مشابهة مع خصوصية محلية لافتة. فقد أظهرت الدراسات أن نحو 83% من المراهقين في الإسكندرية تعرضوا للتنمر الإلكتروني خلال ثلاثة أشهر فقط، فيما ترتفع معدلات إدمان الإنترنت والألعاب إلى مستويات مقلقة تصل إلى أكثر من 60%، مع ارتباط مباشر بمشكلات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. هذه التحديات دفعت وزارة الصحة إلى إطلاق مبادرات وطنية تشمل الكشف المبكر والعلاج من الإدمان الرقمي، وتقديم الدعم النفسي عبر مراكز متخصصة وخط ساخن.
بين التجربة الأسترالية التي يتابعها العالم عن كثب والواقع المصري الذي يكشف هشاشة الصحة النفسية لدى المراهقين في مواجهة الفضاء الرقمي، يتضح أن الحماية لا يمكن أن تتحقق بالمنع وحده. المطلوب هو مزيج من التوعية الرقمية داخل الأسر والمدارس، ودعم نفسي واجتماعي متاح للشباب، وإلزام الشركات بخوارزميات أكثر شفافية، فالأمان الحقيقي لا يأتي من غلق الأبواب، بل من تمكين المراهقين من مواجهة العالم الرقمي بثقة ووعي.
اقرأ أيضاً
من مكة إلى نيويورك.. محطات غيّرت وجه العالم!!تصرف حكيم من الأوقاف.. ولكن
0 تعليق