فتاوى وأحكام
كيف يكون الاستغفار لمن اغتبته ؟
ليه لمّا بتزور مكة أو المدينة تنام ساعتين وتصحى مرتاح؟
هل صام النبي يوم مولده ؟
هل من واجبات المرأة العاملة مساعدة زوجها في المصاريف؟
هل يجوز تخصيص ليلة المولد النبوي بالذكر والقيام؟
نشر "صدى البلد"، عددا من الأحكام والفتاوى في الساعات السابقة اليوم، الأربعاء، وفي السطور التالية نعرض أبرز ما أصدرته دار الإفتاء.
فى البداية، الغيبة والنميمة من الكبائر التي نهى الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عنها، ولا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم، فعن ابن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ – رحمه الله - قال: «الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الدَّيْنِ، الدَّيْنُ يُقْضَى، وَالْغِيبَةُ لَا تُقْضَى».
كيف أكفر عن الغيبة والنميمة والخوض في الأعراض؟ الغيبة والنميمة والكذب يكفرها الإنسان بأن يستغفر لمن ارتكب في حقه هذه الذنوب، ويدعو له بظهر الغيب "اللهم اغفر له، اللهم ارزقه، اللهم عافه"، هكذا قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء.
وأضاف "جمعة"، إذا ارتكب الشخص ذنوبا كالغيبة والنميمة، فيمكنه أن يكفرها في الدنيا بهذه الطريقة، بحيث يلقى ربه بدونه، أما أمر السرقة، فلا بد من رد المسروق، إلا إذا تعذر بفقد أو موت أو تباعدت الأقطار، فحينها يخرج السارق ما في ذمته لله تعالى، ويرد ثوابه إلى الشخص المسروق منه الشيء.
فالغيبة هي ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بالسّوء بظهر الغيب، فإذا ذكرت إنسانًا بكلام لو وصله لساءه لكنت بذلك قد اغتبته، أما النميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد .
فسَّر الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة رحمة الله عليه، ظاهرة يمر بها كل من ذهب للحج والعمرة فى مكة أو المدينة، وهي أنه لو نام ساعتين فقط يستيقظ مرتاحًا ونشيطًا.
ليرد الشعراوي، فى فيديو منشور له موضحًا أن النوم فى مكة والمدينة يختلف عن أى مكان آخر.
وأشار إمام الدعاة إلى أن النوم لمدة ساعتين فقط كفيل لراحة المحرم، وفسّر ذلك لأن فى مكة والمدينة ذنوب العبد وسيئاته أقل، فتنام عينه ولا ينام قلبه.
ووصف الفترة المعيشية فى مكة أو المدينة بأنها هدنة تعايش، فالمسلم ينام لكي يستيقظ فى طاعة الله ورسوله.
وتابع أن السبب فيمن يذهب لمكة أو المدينة وينام ساعتين ويسيتقظ مرتاحًا هو لقول النبي صلى الله عليه وسلم (تنام عينه ولا ينام قلبه) “ليه هي جوارحه هتزهق من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”؟.
هل صام النبي يوم مولده؟، يبحث كثيرون عبر محرك البحث العالمي "جوجل" عن المولد النبوي وهل صام النبي يوم مولده؟، وذلك مع اقتراب المولد النبوي الشريف الذي يوافق الخميس بعد المقبل 12 ربيع الأول 4 سبتمبر.
هل صام النبي يوم مولده؟
قالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم احتفل بذكرى مولده الشريف بالصيام؛ فقد سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم.
حكم صيام يوم المولد النبوي
قال الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، ان صيام يوم المولد النبوي، ليس ببدعة، لكن بعض العلماء قالوا إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم، يوم عيد، شرف بميلاد أشرف الخلق جميعًا.
وقال «وسام»، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، ردًا على سؤال: "ما حكم صيام يوم المولد النبوي؟"، إن شرف الأيام بشرف الأحداث التي وقعت فيها، لافتًا إلى قول الشاعر: أعلمت أنك يا ربيع الأول تاج على هام الزمان مكلل، مستعذب الإلمام مرتقب اللقا كل الفضائل حين تقبل تقبل، ما عدت إلا كنت عيدًا ثالثًا بل أنت أحلى في القلوب وأجمل.
وأضاف أن بعض الفقهاء وكثيرًا من المُحقين، يرون أن الإفطار في يوم المولد النبوي، أفضل من صيامه؛ لأنه عيد وفرح، لافتًا إلى أن البعض يقول بفضل الصيام في هذا اليوم؛ شكرًا لله تعالى على هذه الذكرى الطيبة.
وفي هذا السياق، أجاب مركز الأزهر للفتوى عن هذا التساؤل وذلك عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، وهو هل من واجبات المرأة العاملة مساعدة زوجها في المصاريف.
وأكد الأزهر للفتوى أن الزوجة غير مُلزَمة شرعًا بالمشاركة في النفقات الواجبة على الزوج، ولا يجوز إلزامها بذلك، مشيرا إلى أن تطوع الزوجة بالمساهمة في مصروفات البيت أمر مندوب إليه شرعًا، لما فيه من تعزيز معاني التعاون والتآزر بين الزوجين.
وأضافت الأزهر للفتوى أن للزوجين أن يتفقا برضاهما على كيفية التصرف في راتب الزوجة أو أجرها، مع التنبيه إلى أن النفقات الإضافية المترتبة على خروجها للعمل تقع على عاتقها هي وحدها.
أما الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، فأكد أن مشاركة الزوجة العاملة في تكاليف المعيشة مع زوجها، يخضع للاتفاق بينهما.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء في فيديو منشور على صفحة دار الإفتاء عبر فيسبوك، أن هذه المسألة ينبغي فيها المصالحة بينهما وعدم النزاع.
وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء أنها من حيث الواجب يختلف باختلاف ما اتفق عليه الزوجان، وبيانه كالآتي، أولًا: إن كان الزوج قد شرط على الزوجة أن المصاريف بينهما وإلا لم يسمح لها بالعمل فالمسلمون على شروطهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم إلا شرطًا حرم حلالا، أو أحل حراما» ويقول صلى الله عليه وسلم: « إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج فأنتما على شروطكما إن كان بينكما شروط».
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أما إذا لم يكن بينهما شروط فالمصاريف كلها على الزوج، وليس على الزوجة مصاريف البيت، فهو الذي ينفق؛ قال الله جل وعلا لينفق ذو سعة من سعته وقال النبي صلى الله عليه وسلم «وعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف»، مشيرًا إلى أنه هو الذي يقوم بحاجات البيت وشؤون البيت له ولزوجته وأولاده.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يُعد من أفضل الأعمال وأجل القربات، لما فيه من تعبير عن المحبة والفرح برسول الله الذي هو أصل من أصول الإيمان، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
وأوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد يتضمن تجمع الناس على ذكره، الإنشاد في مدحه، قراءة سيرته العطرة، التأسي بأخلاقه، إطعام الطعام على حبه، التصدق على الفقراء، التوسعة على الأقارب والأهل، والبر بالجار والأصدقاء، وكل ذلك تعبيرًا عن المحبة والفرح بظهوره وشكرًا لله على منته بولادته.
وأضافت أن جمهور العلماء يندب تعظيم يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإظهار الشكر لله من خلال الصيام، الإكثار من الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن، وهو ما كان عليه عمل أهل الأمصار.
ونقلت دار الإفتاء عن مفتي مكة قطب الدين النهروالي الحنفي أن الاحتفال بالمولد في مكة كان يشمل زيارة موضع ميلاد النبي، تجمع الفقهاء والأعيان، إشعال الشموع والفوانيس، والخروج إلى الأسواق والاحتفال بالفرح والسرور، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تُعد «بدعة حسنة» تعظيمًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار الإمام ابن الحاج المالكي إلى أن الأزمنة والأيام الفاضلة تتشرف بالبركات المرتبطة بها، وصوم يوم مولد النبي فيه فضل عظيم، لما له من أهمية في تعزيز العبادة وزيادة الخيرات، موضحًا ضرورة احترام هذا الشهر الكريم والإكثار فيه من أعمال البر والفضل.
0 تعليق