متطرفون مسلمون يهددون بحرق الكنائس في فرنسا؟ النهار تتحقق FactCheck - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
متطرفون مسلمون يهددون بحرق الكنائس في فرنسا؟ النهار تتحقق FactCheck - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 11:27 صباحاً

هرم مصر - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "متطرفين اسلاميين يهددون بحرق الكنائس في فرنسا اذا لم تُفرج السلطات الفرنسيه عن إبراهيم عويساوي". 

 

الحقيقة: هذا الفيديو الذي سبق ان انتشر في 26 كانون الثاني 2025، يتضمّن العديد من العناصر التي جعلت خبراء في الشبكات الجهادية يشكّكون في جديته، ويصفونه بأنه "تمثيلية سخيفة"، مجرد "خدعة". FactCheck# 

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

26 ثانية مدة الفيديو. تظهر المشاهد ثلاثة أشخاص ملثمين وقفوا خلف طاولة وضع عليها مسجم كاتدرائية. وصرّح الرجل في الوسط: "نطالب الحكومة الفرنسية بإطلاق سراح أخينا ابراهيم عويساوي. واذا لم يتم اطلاق سراحه، فإن غضب الله سيحل على شعبكم هنا في فرنسا. ستحرق كنائسكم بإذن الله". وعلى وقع هذا التهديد، يشعل الرجل الواقف الى اليمين مجسم الكاتدرائية ليتحرق بأكمله.

وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه، بالعربية والانكليزية (من دون تدخل): "ملثمون او متطرفون مسلمون يهددون بإحراق الكنائس الفرنسية، اذا لم تُفرج السلطات الفرنسيه عن إبراهيم عويساوي، ويحرقون مجسماً لكاتدرائية نوتردام في باريس".

 

وابراهيم عويساوي تونسي نفّذ اعتداء بسكين في كنيسة نوتردام في نيس بجنوب شرق فرنسا، في 29 تشرين الأول 2020، أسفر عن ثلاثة قتلى.

 

 

 

— موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0)

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

حقيقة الفيديو 

ولكن سيكون من الخطأ أخذ هذا التهديد على محمل الجد، وفقاً لما توصل اليه تقصي حقيقة المقطع. 

 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يبيّن أولا ان انتشاره قديم، اذ يعود الى 26 كانون الثاني 2025. وقد استقطب يومذاك اهتماما كبيراً، ودفع الصحافيين المدققين العاملين في وسائل اعلام، لا سيما فرنسية، الى تقصي حقيقته. 

 

الفيديو مؤرشف في موقع Archive Today، نقلا عن حساب Hadi_Alaradah@ في اكس، في 28 كانون الثاني 2025

الفيديو مؤرشف في موقع Archive Today، نقلا عن حساب Hadi_Alaradah@ في اكس، في 28 كانون الثاني 2025

 

لقطة من الفيديو منشورة في موقع

لقطة من الفيديو منشورة في موقع

 

 

يومذاك، بيّن زملاؤنا في "مراقبون" بقناة "فرانس 24" عناصر عدة في الفيديو شكّكت في صحة التهديدات التي أطلقها الرجال الملثمون فيه.

 

وكتب وسيم نصر، الصحافي في القناة المتخصص بالحركات الجهادية، في حسابه في اكس: "كل شيء في هذا الفيديو سخيف: الرسالة، اللهجة المصرية، الملابس، والمجسم... لا، هيئة تحرير الشام لا تدعو إلى إطلاق سراح أي شخص في فرنسا، ولا تهدد بحرق كاتدرائية نوتردام في باريس".

 

ووصف نصر الفيديو، في حديث الى القناة، بأنه "تمثيلية سخيفة وعبثية". وقال إن "قناة توزيعه مجهولة المصدر"، ولم يُنشر عبر القنوات المعتادة لمجموعة هيئة تحرير الشام، التي هي أيضا في "ديناميكية اعتراف" تجاه دول، مثل فرنسا.

 

بدوره، أبدى برودريك ماكدونالد Broderick McDonald، المتخصص بشؤون الجماعات الجهادية في سوريا في  جامعة أكسفورد، اعتقاده أن الفيديو يبدو زائفا مئة في المئة. وقال لـ"مراقبون": "يبدو أن الأشخاص فيه حاولوا نسخ عناصر معينة من شعار هيئة تحرير الشام، ولكن النتيجة كانت بعيدة كل البعد عن التطابق، ولا تشبه أياً من الجماعات الحليفة التقليدية التي قاتلت إلى جانب الهيئة خلال العقد الماضي". 

 

نقطة أخرى. فقد لفت أحد الصحافيين الناطقين بالعربية في فريق التحرير بـ"مراقبون" إلى "المستوى اللغوي المنخفض" في الفيديو، مشيرًا إلى أن لهجة المتكلم لم تكن سورية. 

 

كذلك، تواصلت TF1info مع الباحثة لورانس بيندنر Laurence Bindner، التي سارعت إلى التشكيك في صحة المقطع. وتوصّلت هذه الشريكة المؤسسة لمشروع JOS، وهي منظمة تُحلل الدعاية المتطرفة العنيفة والخطاب الراديكالي، الى أنه من شبه المؤكد أنه عملية "راية زائفة" نفذها أفراد يحاولون انتحال هوية هيئة تحرير الشام.

 

ولاحظت بيندنر ظهور الفيديو في اكس، في 26 كانون الثاني 2025، في حساب يحمل اسم لواء مرتبط بهيئة تحرير الشام، قبل أن تبدأ عمليات إعادة نشره في حسابات تحمل ألقابًا تركية، ولها متابعون قليلون أو من دون متابعين. حسابات مشبوهة تعيد التشارك في منشورات من حسابات تنشر بلغات مختلفة، لا سيما حول مواضيع تتعلق بالتقنيات الجديدة.

 

وقالت  الباحثة: "يجب ان تلفتنا مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في نشر المقطع واعادة نشره في الإنترنت. هذه ليست قنوات النشر المعتادة لهيئة تحرير الشام"، وهي منظمة تُفضّل عادةً "التواصل عبر تطبيق تلغرام، من خلال قنوات رسمية".

 

في الشكل، يُعدّ غياب شعار أو مقدمة قصيرة في الفيديو أمرا مثيرا للاستغراب. ناهيك عن أن التهديدات فيه، من حيث الجوهر، "تتناقض تماما مع موقف هيئة تحرير الشام آنذاك، والداعي إلى القطيعة مع الإرهاب والجهاد الدولي". ويبدو من الصعب تخيّل أن جماعة "تسعى إلى مأسسة نفسها واكتساب الاحترام على المستوى الدولي" ستُهاجم فرنسا مباشرةً، خصوصاً "في وقت صوّت الاتحاد الأوروبي أخيراً على رفع بعض العقوبات لمدة عام".

 

وحاول المدققون التوسّع في البحث، لمعرفة من يقف وراء العملية. ولكن تبيّن لهم انه من الصعب جزم الهوية الدقيقة لناشر الفيديو الخدعة، حساب Hadi_Alaradah@ في اكس. فقبل نشر المقطع، لم يكن هذا الحساب العربي نشر أي محتوى آخر. ومع ذلك، قد تُشير بعض العناصر إلى نظرًا الى طريقة انتشار الفيديو. 

 

 

 

الحكم على عويساوي بالسجن المؤبد لقتله ثلاثة أشخاص في فرنسا

وقد حكم على التونسي إبراهيم عويساوي (25 عاما) بالسجن المؤبد غير القابل للتخفيف، وهي أشد عقوبة ينص عليها القانون الفرنسي، لإدانته بقتل ثلاثة أشخاص عام 2020 في كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا، على ما أوردت وكالة "فرانس برس" في تقرير نشرته في 26 شباط 2025. 

ونادرا ما ينطق القضاء بهذه العقوبة.
 
وأشار المدعون العامون في النيابة العامة لمكافحة الإرهاب إلى "الخطورة التي لا لبس فيها"  لعويساوي "حبيس تعصبه الشمولي والهمجي" في لائحة الاتهام التي قدموها أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس.

واعتبر عويساوي أن فعله هو "حق" بالانتقام للمسلمين الذين قتلهم "الغرب" في العالم.

وعندما ذكّر أحد المدعين العامين بأن المتهم "مسكون بالعقيدة الجهادية"، صاح التونسي باللغة العربية: "هذا ليس إرهابا" قبل أن يوبخه محاميه بشدة ويطلب منه الصمت.

وعندما دُعي للتحدث للمرة الأخيرة قبل النطق بالحكم، قال عويساوي "إذا كانت هناك عدالة، أحكموا باسم الأطفال والنساء (المسلمين) الذين ماتوا".

واشار الادعاء إلى أن عويساوي أظهر "وحشية غير مسبوقة" عندما انقضّ بسكين مطبخ على الستّينية نادين فنسان فذبحها، وطعن الفرنسية- البرازيلية سيمون باريتو سيلفا (44 عاما) 25 طعنة قبل أن تتوفى متأثرة بجروحها، وذبح كاهن الكنيسة فنسان لوكيس (55 عاما) وهو أب لابنتين.

وقالت إحدى القاضيات إن "العقوبة المطلوبة يجب أن تكون متناسبة مع وحشية" هذا العمل. 

القضاء الفرنسي يحكم على تونسي بأشد عقوبة في تاريخه

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق