نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاغتيالات المستهدفة: هل هي أداة ناجحة بيد نتنياهو أم سبب لتقوية خصوم إسرائيل؟ - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 07:26 صباحاً
هرم مصر -
تتزايد التساؤلات حول فعالية سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل في عهد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. فبينما يرى البعض أنها أداة حاسمة لترسيخ الردع وإظهار القوة، يحذر خبراء من كونها خطوة تكتيكية قد تؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
وبين الرغبة في ردع الخصوم وتجنب حرب شاملة، تقف إسرائيل أمام تحدّ كبير: هل يمكن لهذه "الحرب الخفيّة" أن تحقق أهدافاً استراتيجية دون أن تُشعل المنطقة بأكملها؟
قوة مؤقتة ومخاطر دائمة
تُعدّ الاغتيالات المستهدفة من الأدوات الرئيسية في الاستراتيجية الأمنية والسياسية التي يتبعها نتنياهو.
الخبير في شؤون الشرق الأوسط وإسرائيل الدكتور حسن مرهج، يرى أن هذه السياسة تُستخدم لإظهار القوة وإعادة ترسيخ معادلات الردع، لكن فعالية هذه الاغتيالات تظل مؤقتة، حيث إنها "تنجح في إرباك هياكل القيادة لدى الخصوم جزئياً، وتخفق في القضاء على وجودهم التنظيمي أو منعهم من إعادة بناء صفوفهم وقياداتهم. فسياسة الاغتيالات، بالرغم من استمرارها لعقود، لا تستطيع تحقيق حسم نهائي أمام حركات مقاومة تتمتع بعمق شعبي مثل حماس وحزب الله".
تعزيز الردع بعد هجمات السابع من أكتوبر
بعد هجوم السابع من أكتوبر، اكتسبت هذه السياسة بعداً جديداً. أصبحت تُستخدم لإعادة بناء صورة الردع الإسرائيلية، وتوجيه رسائل استراتيجية مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أهدافها في أي مكان وزمان، حتى في بيئات إقليمية محصّنة. تجلى ذلك في عمليات طالت إيران، واغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية، ووزراء في الحكومة اليمنية. هذه الرسائل، التي تتجاهل القوانين الدولية، خلقت شعوراً لدى الخصوم بأن أي قيادة معادية قد تكون في مرمى التصفية.
وبالرغم من فعاليتها التكتيكية، تحمل هذه السياسة كلفة سياسية وديبلوماسية كبيرة، يقول مرهج، فتنفيذ الاغتيالات داخل عواصم عربية أو إقليمية يضع الدول المضيفة أمام تحديات سيادية وأمنية معقدة، ويخلق توترات تصعب السيطرة عليها في علاقاتها مع إسرائيل.
ويحذر مرهج من أن الاستخدام المفرط لهذه الأداة، دون حساب دقيق للتوازنات الإقليمية، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق أو حتى اندلاع حروب إقليمية مفتوحة. وبهذا، تصبح الاغتيالات سلاحاً ذا حدّين: تعزز الردع على المدى القصير، لكنها تهدّد الاستقرار على المدى الطويل.
قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة في 9 سبتمبر 2025. (أ ف ب)
لماذا تصرّ إسرائيل على هذه الاستراتيجية؟
أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور حسين الديك يعتبر أن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل ليست وسيلة فعالة لردع خصومها، بل قد تزيد من حدة الصراع.
ويذكّر الديك في حديثه لـ"النهار"، باستخدام إسرائيل هذه السياسة على مدار عقود طويلة في لبنان وتونس والأردن لاغتيال قادة فلسطينيين، لكنها لم تحقق هدفها النهائي، بل أدّت إلى مزيد من التصعيد.
يوضح الديك أن هذه الاغتيالات ليست مجرد عمليات فردية، بل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع لإضعاف الخصوم. ولكن هذه الاستراتيجية لن تكون بديلاً من إيجاد حلول حقيقية، ولن تمنح إسرائيل تفوّقاً استراتيجياً كاملاً.
ويحذر من أن تنفيذ الاغتيالات داخل دول أخرى يمثل انتهاكاً لسيادتها، ويهدد القانون الدولي وقد يدفع ببعض الدول العربية إلى مراجعة علاقاتها مع إسرائيل، وربما يتسبب بمواجهة ديبلوماسية في الأمم المتحدة.
وبرأي الديك، هذه العمليات قد تؤدّي إلى نتائج عكسية، مؤكداً أن أي محاولة إسرائيلية لتنفيذ اغتيالات في دول مثل مصر أو تركيا ستكون لها عواقب وخيمة، وقد تُدخل إسرائيل في حروب طويلة المدى، وتؤثر على علاقاتها مع حلفائها الأوروبيين.
0 تعليق