هل أخطأ بوتين في "استفزاز" بولندا؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل أخطأ بوتين في "استفزاز" بولندا؟ - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 05:45 صباحاً

هرم مصر - منذ أسبوع، دار كل الكلام عما إذا كانت بولندا ستتخلى عن أوكرانيا.

 

بدءاً من 10 أيلول/سبتمبر، سيتحول الحديث إلى ما يمكن أن تفعله وارسو، ومعها حلف شمال الأطلسي، لمواجهة روسيا. هذا، على ما يبدو إلى الآن، خطأ كبير من الجانب الروسي.

 

يصعب أن يكون اختراق 19 مسيّرة روسية الأجواء البولندية لقصف أوكرانيا مجرد خطأ كما قال مسؤول بيلاروسي. من المرجح أن يكون أحد تكتيكات "المنطقة الرمادية" التي تستخدمها روسيا لاختبار رد فعل الناتو في عهد الرئيس دونالد ترامب.

 

أسباب الاختبار

قدّم ترامب بنفسه ضوءاً أخضر غير مباشر لروسيا كي تقوم بهذا الاختبار. تظهر https://www.instagram.com/p/DOV9GX_Dlmq/ "معهد دراسة الحرب" في واشنطن أنه كلما أجرى الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً، ازداد القصف الروسي لأوكرانيا ضخامة. لم تشذ قمة ألاسكا الأخيرة عن هذه القاعدة. لكن بوتين رفع الرهان هذه المرة.

 

حدث اختراق أجواء بولندا بعد نحو أسبوع على استضافة ترامب نظيره البولندي كارول نافروتسكي. كان نافروتسكي قد استغل ذكرى انطلاق الحرب العالمية الثانية (1 أيلول/سبتمبر) لمطالبة ألمانيا بالتعويضات، ما أدخله في سجال مع رئيس حكومته صاحب التوجه الأوروبي دونالد تاسك: "علينا أن نفهم من هو العدو ومن هو حليفنا". بهذا المعنى، ساعد بوتين تاسك في مهمته.

 

ترامب يستقبل ناوروكي (أ ب)

 

الهدف من "تكتيك المنطقة الرمادية" اكتشاف قوة دعم ترامب لبولندا. فقد تكون الأخيرة الدولة المفضلة لدى الرئيس الأميركي، على طول الجبهة الأوروبية الشرقية مع روسيا. خلال قمة البيت الأبيض، أكد ترامب وقوف أميركا إلى جانب بولندا "على طول الطريق"، وحين سئل عما إذا كان سيحافظ على قواته هناك، أجاب بأنه مستعد لزيادتها لو طلبت وارسو ذلك.

 

إذا لم يتحرك ترامب أقله اقتصادياً للدفاع عن بولندا، فهذا يعني أنه لن يتحرك دفاعاً عن أي دولة أطلسية أخرى. لن يُترجم ذلك باجتياح روسي لدولة من دول البلطيق بالضرورة، لكنه سيمثل باباً مفتوحاً لروسيا كي تزيد انتهاكاتها الجوية للدول الأطلسية عما قريب.

 

توقيت سيئ

مشكلة بوتين الأخرى أن الإدارة الأميركية بدأت مؤخراً تظهر مؤشرات تصعيدية. طالب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت بتعاون أوروبي أميركي لدفع الاقتصاد الروسي إلى "الانهيار" من أجل دفع بوتين إلى طاولة الحوار.

 

وقبل الهجوم، دعا ترامب الأوروبيين الثلاثاء إلى فرض رسوم بنسبة 100 في المئة على الصين والهند لشرائهما النفط من روسيا. ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤول أميركي قوله "إننا جاهزون للانطلاق... الآن، لكننا سنفعل ذلك فقط إذا انطلق شركاؤنا الأوروبيون معنا". غير أن ترامب أعلن على "تروث سوشال" الثلاثاء أنه مسرور بمواصلة المشاورات التجارية مع الهند، ما يضع علامة استفهام على تماسك الرؤية الأميركية في هذا الملف.

 

منعطف؟

طالب تاسك بتفعيل المشاورات بين الحلفاء بشأن الحدث بموجب المادة الرابعة من ميثاق الناتو. قد يكون اختراق الأجواء البولندية نقطة تحول في الموقف الأميركي تجاه روسيا. لكن لدى بوتين ترياق مُجرَّب: قمة أو اتصال أو هدنة موقتة تظهر "نية جادة" بوقف الحرب. كانت هذه البوادر كافية ليتراجع ترامب عن تهديداته في الوقت المناسب.

 

لكن هذه المرة، قد لا يكون ترامب مخيراً بين روسيا وأوكرانيا كي يتراجع، بل بين روسيا وبولندا. بولندا التي قال ترامب عن رئيسها إنه "من بين القلة" الذين "دعمهم" علناً في استحقاقاتهم الانتخابية.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق