هرم مصر - مع إغلاق سوق الانتقالات الصيفية 2025، تصدّرت صفقة انتقال الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما من باريس سان جيرمان إلى مانشستر سيتي عناوين الصحف، باعتبارها واحدة من أغرب وأكثر الصفقات غير المنطقية هذا الصيف.

ورغم أنّ اللاعب عبّر عن سعادته الكبيرة بالانضمام إلى بطل إنكلترا مؤكداً أنّ "غوارديولا أرادني حقاً"، تثير هذه الخطوة علامات استفهام كبيرة، بل وتكشف ثلاثة أسباب جوهرية تجعلها تبدو صفقة غير منطقية.

السبب الأول: لغز جيمس ترافورد!
بدأت الغرابة من تعاقد سيتي مع حارسه السابق وخريج أكاديميته، جيمس ترافورد، الذي أعاد شراءه من بيرنلي مقابل 32 مليون يورو، أي ضعف المبلغ الذي باعه به قبل موسمين. ووفق تقارير بريطانية، فقد حصل الحارس الشاب على ضمانات واضحة بشأن فرص مشاركته، خصوصاً مع رحيل إديرسون.

لكن بمجرّد وصول دوناروما، باتت تلك الوعود على المحك، إذ يجد ترافورد نفسه أمام منافسة شبه مستحيلة، بينما كان بإمكانه اختيار نيوكاسل ليحصل على فرص حقيقية للعب والتطوّر، وهذه الخطوة تثير التساؤل حول منطق إدارة سيتي: لمَ الاستثمار الكبير في ترافورد ثم جلب حارس آخر ليغلق أمامه الطريق؟

السبب الثاني: مشكلة القدمين التي لا تناسب فلسفة غوارديولا
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت لويس إنريكي للتخلي عن دوناروما في باريس هو افتقاره إلى المهارة بالقدمين وعدم ملاءمته لأسلوب البناء من الخلف. والمفارقة أنّ غوارديولا يُعرف أكثر من أي مدرب آخر بتركيزه على دور الحارس كـ"لاعب إضافي" في عملية التمرير وصناعة اللعب، بل إنّ بداية ترافورد المتذبذبة هذا الموسم بالكرة تحت الضغط كانت سبباً في قلق المدرب الإسباني.

لكن الغريب أنّ الحل الذي لجأ إليه سيتي كان التوقيع مع حارس يُعاني من المشكلة ذاتها وربما أكثر، مقارنة بإديرسون أو حتى بترافورد نفسه.

السبب الثالث: راتب ضخم بلا مبرّر واضح
إضافة إلى علامات الاستفهام السابقة، جاء راتب دوناروما الضخم ليزيد من غرابة الصفقة. فالحارس الإيطالي سيتقاضى 15 مليون يورو سنوياً، ليصبح ضمن أعلى خمسة لاعبين أجراً في الفريق إلى جانب هالاند وبرناردو سيلفا.

ورغم أنّ قيمة الصفقة نفسها (30 مليون يورو) لا تبدو مبالغاً فيها، فإنّ هذا الراتب الهائل يضعه في مرتبة مالية لا تتناسب مع وضعه في الفريق، خصوصاً أنه ليس الحارس المثالي لطريقة لعب سيتي، ولا يضمن أن يكون الخيار الأول لفترة طويلة.

وهنا يزداد الغموض ويطرح سؤالاً هاماً: هل كانت الصفقة بدافع الفرصة السوقية، أم مجرّد رهان من غوارديولا على خبرة حارس أثبت قوته على خط المرمى؟