نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القاهرة في الخط الأمامي.. مصر تقود التضامن العربي مع قطر - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 02:25 مساءً
هرم مصر - أشعلت الغارات الإسرائيلية على قطر شرارة أزمة إقليمية ودولية غير مسبوقة، بعدما استهدفت قادة سياسيين من حركة "حماس" داخل الأراضي القطرية، لتتحول العملية العسكرية من مجرد مواجهة مع غزة إلى اعتداء على سيادة دولة حليفة لواشنطن.
الهجوم الذي وصفته قطر بـ"إرهاب الدولة" فجّر موجة غضب واسعة من الشرق إلى الغرب، إذ دانته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واعتبرته موسكو وبكين انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، فيما عبّرت العواصم العربية عن تضامن كامل مع الدوحة. وبينما حاولت إسرائيل الدفاع عن قرارها باعتباره موجهاً ضد "حماس" فقط، بدا الموقف الأميركي مرتبكاً، فالرئيس دونالد ترمب لم يُخفِ استياءه من الضربة لكنه أحجم عن توجيه إدانة صريحة لحليفه الأقرب بنيامين نتنياهو.
وبين هذا التباين في المواقف، بدت المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد قد تعيد رسم ملامح الصراع في الشرق الأوسط وتضع إسرائيل في مواجهة ضغوط دولية متزايدة.
قطر.. سيادة منتهكة وغضب رسمي
في الدوحة، جاء الرد سريعاً وحاداً، إذ اعتبرت الحكومة القطرية أن ما جرى "اعتداء سافراً على سيادة الدولة" لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الهجوم يشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة"، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في ردع إسرائيل. كما شددت على أن استهداف قادة فلسطينيين على الأراضي القطرية يرقى إلى "إرهاب دولة منظم"، مؤكدة احتفاظها بحق الرد بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة.
القاهرة.. هجوم خطير يهدد الأمن الإقليمي
مصر بدورها عبّرت عن رفض قاطع للغارات الإسرائيلية على الدوحة، في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اعتبر ما جرى "اعتداءً صارخاً على سيادة دولة عربية شقيقة وانتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للأمن الإقليمي".
البيان الرئاسي أكد أن مصر تتابع التطورات "بقلق بالغ"، محذراً من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي ينذر بجر المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة من عدم الاستقرار، وأصدرت وزارة الخارجية أصدرت بدورها بياناً شددت فيه على "التضامن الكامل مع قطر قيادة وشعباً"، مؤكدة أن القاهرة ترى في الهجوم "سابقة بالغة الخطورة" تقوض أي جهود للتهدئة أو الوساطة.
وجاءت هذه المواقف لتؤكد ثبات الخطاب المصري على رفض استباحة سيادة الدول، في وقت تواصل فيه القاهرة جهودها الدبلوماسية المكثفة لوقف الحرب في غزة ومنع تمددها إلى ساحات جديدة.
الرياض.. رفض عربي وتضامن معلن
أما السعودية فقد عبّرت وزارة الخارجية عن "إدانة مطلقة" للهجوم، واعتبرته تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة برمتها، حيث شددت الرياض على أن الاعتداء لا يستهدف قطر وحدها، بل يفتح الباب أمام "فوضى إقليمية" قد يصعب احتواؤها، مؤكدة تضامنها الكامل مع الدوحة ودعوتها لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
الموقف الأميركي.. ارتباك وتردد
في واشنطن، بدا الموقف الأميركي متأرجحاً بين الحليفين. الرئيس دونالد ترمب لم يُخفِ استياءه من التصرف الإسرائيلي، معتبراً أن الغارات "تعقّد الوضع أكثر مما تحلّه"، لكنه تجنّب توجيه أي إدانة مباشرة إلى نتنياهو. وزارة الخارجية الأميركية اكتفت بالدعوة إلى "ضبط النفس وتجنب الخطوات الأحادية"، في موقف عكس حرج الإدارة الأميركية بين علاقاتها الاستراتيجية مع تل أبيب وأهمية الحفاظ على تحالفها مع قطر، التي تستضيف واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
إدانات وتحذيرات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة
الأمم المتحدة وصفت الهجوم بأنه "انتهاك خطير لسيادة دولة مستقلة"، ودعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة تداعياته. أما الاتحاد الأوروبي فعبّر عن "صدمته" مما جرى، مؤكداً أن الخطوة الإسرائيلية "تهدد الاستقرار الدولي وتشكل سابقة خطيرة في العلاقات بين الدول".
جلسة طارئة تحت ضغط عربي ودولي
على وقع الإدانات المتصاعدة، تحرّك مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة بطلب من قطر وبدعم عربي واسع، لمناقشة أبعاد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة. الجلسة التي شهدت مداخلات حادة من مندوبي الدول العربية وروسيا والصين، ركزت على ضرورة إصدار قرار ملزم يجرّم الاعتداءات على سيادة الدول، فيما عرقلت الولايات المتحدة وبريطانيا محاولات تمرير نصوص حازمة ضد إسرائيل. مصادر دبلوماسية أكدت أن النقاشات كشفت عمق الانقسام داخل المجلس، لكن مجرد إدراج الهجوم على جدول أعماله اعتُبر تطوراً لافتاً يعكس حجم خطورته على السلم والأمن الدوليين.
موسكو وبكين في الواجهة
روسيا سارعت إلى التنديد بالعملية، واعتبرتها "تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء"، فيما أكدت الصين أن الهجوم "انتهاك سافر للقانون الدولي" يجب التصدي له في إطار مجلس الأمن. كلا البلدين أشارا إلى أن استمرار مثل هذه العمليات سيقوّض الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب في غزة ويفتح الباب أمام انفجار أوسع للصراع.
0 تعليق