هرم مصر - حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنه سيتم تدمير غزة وقتل جميع قادة حماس إذا لم تقبل الحركة بشروط الدولة العبرية لإنهاء الحرب، ويأتي ذلك بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل يوم أمس في العاصمة القطرية الدوحة، استهدف اجتماع لقيادات حماس وأسفر عنه سقوط قتلى. 

كاتس: يد إسرائيل الطويلة ستهاجم أعدائها في كل مكان

وقال كاتس: "سياسة إسرائيل الأمنية واضحة يد إسرائيل الطويلة ستهاجم أعدائها في كل مكان. لا مكان لهم للاختباء. سيُقدم كل من تورط في (مجزرة) 7 أكتوبر للعدالة الكاملة". 

أضاف كاتس: "إذا لم يقبل قتلة حماس شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحهم، فسيتم تدميرهم، وستُدمر غزة".

وشنت إسرائيل هجوم مباغت على العاصمة القطرية، والذي كان يضم، عددا من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس. وكان أحد الأهداف الرئيسية للغارة هو كبير المفاوضين في حركة حماس خليل الحية، لكنه لم يكن ضمن القتلى.

مقتل 5 من حماس خلال هجوم إسرائيل على الدوحة 

وعقب الهجوم أعلنت حماي بمقتل خمسة مسؤولين في حماس في الغارة، بينهم نجل الحية ومدير مكتبه. كما قُتل مسؤول أمني قطري في الغارة.

يأتي ذلك فيما كشفت مصادر إسرائيلية أن الهجوم استغرق أشهرًا من التحضير، وشاركت فيه أكثر من عشر طائرات مقاتلة أطلقت أكثر من عشر قذائف. وصرح رئيس الوزراء القطري بأن إسرائيل استخدمت أسلحةً لم ترصدها الرادار.

وقال مسؤول إسرائيلي إن الطائرات النفاثة احتاجت للتزود بالوقود في الجو لتنفيذ الضربة بعيدة المدى، وقد ضربت جميعها هدفا واحدا في الدوحة.

هذا، ونفي المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري تلقي أي إخطار مسبق بالضربة، ووصف التقارير التي تشير إلى خلاف ذلك بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وجاءت هذه الضربات في وقت الذي يحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تسعى إسرائيل من ناحية أخرى إفشال هذه الجهود والعمل على إطالة أمد الحرب. 

واشنطن تتنصل من العدوان الإسرائيلي على قطر

وحرصت الولايات المتحدة التأكيد أن الهجوم تم بدون موافقة مسبقة من جانبها، وذلك رداً على ما نشر مؤخرًا بأن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لـ إسرائيل لشن الهجوم، صرّح البيت الأبيض بأن القرار اتخذه زعيم إسرائيل، وأن الولايات المتحدة علمت به متأخرًا جدًا ولم تتمكن من التدخل.

وبحسب ما كشف عنه مصدر أميركي فلم يتم إبلاغ ترامب بالضربة إلا قبل وقت قصير من بدئها - وليس من قبل إسرائيل نفسها، بل من قبل رئيس هيئة الأركان المشتركة، 

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الهجوم على قطر "لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا".

وادانت قطر الهجوم وأكدت انها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها، ووصف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الهجوم، بـ"إرهاب الدولة". وقال إن تقاليد بلاده الدبلوماسية "لن تتراجع"، لكنه ألمح إلى أن مسار المحادثات الحالية بشأن غزة غير مؤكد.

وقال آل ثاني إن "هذا الهجوم والاستهداف تجاوز ليس فقط القانون الدولي بل والمعايير الأخلاقية".

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهجوم، والعديد من القادة الأوروبيين والدول الآسيوية. كما حذّرت دول عربية عديدة من أن مثل هذه الهجمات قد تقوّض الأمن الإقليمي . 

وجاء هذا العدوان الإسرائيلي على (سيادة دولة عربية جديدة) في الوقت الذي أمرت فيه إسرائيل الثلاثاء بإخلاء كامل لمدينة غزة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني، قبل سيطرتها العسكرية المخطط لها والتي قالت إنها مفتاح هزيمة حماس. فيما يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة محاصرين بين الجوع والقتل.