نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من رسم ترامب الجنسي إلى "جشع" بنك تشيس... لطخات إبستين باقية وتتمدد - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 05:51 صباحاً
هرم مصر - في العاشر من آب/أغسطس 2019، قتل جيفري إبستين نفسه شنقاً بملاءة سريره في سجنه بمدينة مانهاتن في نيويورك. انتحر ابن الستة والستين عاماً تاركاً خلفه سجلاً قاتماً من اغتصاب قاصرات وإجبارهن على ممارسة البغاء والاتجار الجنسي بالبشر. وترك أيضاً سجلّاً أشدّ قتامة عن عالم كان ذا نفوذ هائل فيه، وصنع خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي شبكة من "الأصدقاء" الأقوياء، كل في عالمه، من الأمير آندرو إلى الرئيس الأسبق بيل كلينتون، إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب.
بعد مرور ست سنوات على انتحاره المدوّي الذي ارتبط بنظريات مؤامرة تزعم أنه قتل، بسبب لائحة أصدقائه وأسرارهم، لا يزال كلّ ما يتعلق بإبستين عنواناً مثيراً في عالمَي السياسة والمال.
المعايدة بتوقيع ترامب (وكالات)
توقيع ترامب على الرسم
الإثنين الفائت كان مليئاً بأثر إبستين. فقد كشفت لجنة في الكونغرس عن رسالة معايدة "موحية جنسياً" تحمل رسماً بدائياً لامرأة عارية مذيّلة بتوقيع ترامب في مكان حساس. هذه الرسالة التي تتضمن ما يشبه الحوار الحميم بين ترامب وصديقه، كانت ضمن كتاب ضمّ معايدات أصدقاء إبستين إليه في عيد ميلاده الخمسين. وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" عنها من دون أن تنشرها، فيما نفى ترامب في حينها أن يكون قد كتبها.
الرسالة التي أثارت تساؤلات قاعدته الشعبية الوفية "ماغا"، ودفعته إلى تقريعها مباشرة لأنها تتأثر بمثل هذه الأخبار المزيّفة، ها هم الديموقراطيون في الكونغرس يضعونها نصب عيني الرئيس مع الألبوم الكامل الذي سلّمه ورثة إبستين للّجنة.
دجاجة تبيض جشعاً
وبينما يستقبل ترامب رياح الرسالة مجدداً، فتحت "نيويورك تايمز" الباب على واحد من أباطرة المال في أميركا والعالم: بنك "جي بي مورغان تشيس". في تحقيقها الاستقصائي الموسع، الذي نشرته الإثنين، كشفت عن علاقة ممتدة بين البنك والعميل "الدسم" جداً إبستين، تعود إلى أواخر تسعينيات القرن العشرين. هذا النجم الأربعيني الواعد في عالم الأعمال بات له في السنوات اللاحقة عشرات الحسابات في البنك، ووصلت ودائعه إلى 200 مليون دولار ، كما عرف المديرين التنفيذيين على أصدقائه الذين تحولوا إلى عملاء مثل سيرغي برين، الشريك المؤسس في "غوغل"، وبيل غيتس وإيلون ماسك، أو بقادة عالميين مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان متلفز عن محاكمة جيفري إيبستين (أ ف ب)
دجاجة مثله تبيض ذهباً، وتجلب دجاجات مثلها إلى حظيرة البنك، اضطرت التنفيذيين إلى غض النظر عن سحوبات شهرية بعشرات الآلاف نقداً كان يجريها، وتبين أنه يدفع منها لنساء كن ضمن الشبكة التي كان يديرها. هذه المعاملات (تحويل وسحب) وصلت بحسب التحقيق إلى مليار دولار، غطت على الإنذارات التي أطلقها موظفو البنك من ارتباط اسم المؤسسة باسم ملطّخ مثله. وكانت حجّة المسؤولين أن معاملاته لا ترتبط بشبهات قانونية كتبييض الأموال وغيرها من الجرائم.
في عام 2011، وبينما كان عالم إبستين يتهاوى بعدما أدين وسجن (13 شهراً في فلوريدا 2008-2009)، كان إبستين نفسه بحاجة إلى "تشيس" أكثر من أي وقت مضى ليقف على قدميه مجدّداً. كان التنفيذيون في المؤسسة مقسومين حياله، لكنه استطاع في نهاية الأمر إقناعهم بجدواه كعميل رئيسي وصديق وصولاً إلى عام 2013 حين بدأ البنك بقطع علاقته بإبستين تدريجياً، وصولاً إلى إعلان "الندم" عن هذه العلاقة التي يشير التحقيق إلى أن البنك استفاد منها في وصوله إلى الريادة على نظرائه من المصارف الأخرى. أما الثمن الذي دفعه البنك لقاء ندمه فكان 75 مليون دولار في عام 2023 لتسوية قضايا مرتبطة بخدماته المالية وأنشطته غير القانونية.
احتاج محققو "نيويورك تايمز "إلى مراجعة أكثر من 15 ألف وثيقة وعشرات المقابلات للخروج بتحقيقهم الذي يثبت بالدليل القاطع ما دارت حياة إبستين كلها حوله: الجشع. وهذا جشع عام إلى النفوذ والمال والانحراف الجنسي وغير ذلك، مما تطول لائحة الخيوط التي كان إبستين رائداً في تحريكها، ونسج شبكات كانت ضحيتها الوحيدة نساء من حول العالم.
لكن هذه الشبكة لا تتفكك بموت حائكها، وأبرز دليل توقيع دونالد ترامب الذي لا ينفكّ يخرج عليه ككابوس، أو اللطخة على قميص البنك والآخذة بالتوسّع، بدءاً من تاريخ نشر التحقيق في الصحيفة العريقة.
0 تعليق