نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزارة الحرب... أو الهوس بقوة التسمية - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 06:25 مساءً
هرم مصر - سقط من إحدى النوافذ الشاهقة.
لم يُحسم الجدل، لكن الاحتمال الأكبر أنه كان انتحاراً.
هكذا انتهت حياة آخر وزير للبحرية وأول وزير للدفاع في الولايات المتحدة، جيمس فورستال. كان فورستال يعاني من إدمان على العمل واكتئاب تفاعلي شبيه بما يعاني منه الجنود المنهكون فأدخل مستشفى بيثيسدا البحري. في 22 أيار/مايو 1949، عثر عليه ميتاً بعد سقوطه من طابقه السادس عشر.
حدث ذلك في السنة نفسها التي تحول اسم "المؤسسة العسكرية الوطنية" إلى اسم وزارة الدفاع. كانت "المؤسسة" التي أنشئت قبل عامين تحت إشرافه قد دمجت الجيش مع البحرية الأميركية كما مع القوة الجوية للبلاد. قبل ذلك، كان الجيش الأميركي خاضعاً لوزارة الحرب منذ سنة 1789.
قلق
بحسب المؤرخ في جامعة فرجينيا ميتشل ليفلر، كان الهدف من تسمية "وزارة الدفاع"، في حقبة بروز الاتحاد السوفياتي، التركيز على الردع لا على خوض الحروب. لذلك، أعرب ليفلر عن قلقه من تغيير الرئيس دونالد ترامب اسم وزارة الدفاع، بما أنه تعبير عن رغبة أكثر عدوانية.
"أحب الجميع كيف كان لدينا تاريخ مذهل من الانتصارات حين كانت وزارة حرب. ثم غيّرناها إلى وزارة دفاع"، على ما قاله ترامب الشهر الماضي. "الدفاع دفاعي جداً. ونريد أن نكون دفاعيين، لكن نريد أن نكون هجوميين أيضاً إن اضطررنا لذلك".
هيغسيث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أ ب)
النقطة المبهمة في تصريح ترامب هي ربط الفاعلية القتالية بتسمية الوزارة. فالتسمية دعائية في أفضل الأحوال، والاستراتيجيات العسكرية والسياسية هي ما يُحتسب. من نقاط ضعف ترامب أنه يفتقر إلى الاستراتيجيا بحسب مراقبين. علاوة على ذلك، يرى البعض، بمن فيهم مؤيدون لترامب، أن أميركا خاضت ما يكفي من الحروب في ظل التسمية "الدفاعية".
ثمة "اتجاه" داخل المؤسسة العسكرية يقلق اليمين الأميركي. في حديث إلى الباحث في مركز "ناشونال إنترست" كريستشن ويتون، قال مستشار ترامب الأسبق لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين إن "الرئيس يحاول تغيير أربعين عاماً من اليقظوية وسوء فهم البحرية والخدمات المسلحة الأخرى". وأضاف: "خوض القتال كان فكرة ثانوية".
إذاً، إن إعادة التسمية جزء من حرب داخلية يشنها ترامب على "اليسار المتطرف" وجزء من تصوير نفسه رئيساً يخيف أعداء بلاده، بينما يتكتلون "ضد" واشنطن، كما بيّن العرض العسكري الأخير في الصين. لكن إذا كان لخطوة أميركية أن تخيف الرئيسين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين والزعيم كيم جونغ أون، فهي بالتأكيد ليست قضية تسميات.
"الصقر" لم يعترض
لا يزال ترامب يؤجل فرض العقوبات على بوتين بالرغم من مواصلته الحرب على أوكرانيا، كما يتفادى فرض رسوم على الصين شبيهة بتلك التي فرضها على حليفته الهند، بالرغم من أن كلا البلدين يشتري النفط من موسكو. بوجود سياسات قاسية على الشركاء وضعيفة ضد الأعداء، لا يعود مهماً معرفة ما إذا كان اسم البنتاغون وزارة حرب أو دفاع أو هجوم.
يُنسب فضل كبير لفورستال في منح البحرية الأميركية تعبئة قتالية وتنظيمية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أشرف على معارك محورية في اليابان كما على التسوية السياسية. كذلك، هيأ فورستال الجيش الأميركي لخوض نزاعات الحرب الباردة.
لم يُعرف عن فورستال، المتشدد جداً حيال الاتحاد السوفياتي وحيال "المتراخين" الأميركيين أمام خطره، نفوره من تسمية "دفاع". إنه ليس الإسم بل الفعل... ونيّة الفعل.
بوتين وشي وكيم مرتاحون، على ما يبدو، حيال النية.
0 تعليق