هرم مصر - أكد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن أي صفقة استثمارية يتم تنفيذها في مصر من قبل جهات ذات خبرة حقيقية ستقود إلى النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل. وأشار إلى وجود أراضٍ غير مستغلة منذ أكثر من 20 عامًا، مشدداً على أهمية تشجيع المشروعات الجديدة، خاصة في مناطق واعدة مثل البحر الأحمر.

وأوضح ساويرس أنه رغم قوة مشروع "الجونة"، التابع لشقيقه سميح ساويرس، إلا أن مصر بحاجة إلى مدن مماثلة تُبنى بأسس حديثة، تعتمد على التكنولوجيا والتخطيط السليم، بعيداً عن النمط التقليدي للمدن القديمة.

المدن الجديدة ومشكلة العمالة

لفت ساويرس إلى أن مصر نجحت في فترات سابقة في تخطيط وتنفيذ مدن جديدة خلقت فرص عمل حقيقية، لكنه انتقد الواقع الحالي، قائلاً إن البطالة تتحمل جزءًا من مسؤوليتها القوى العاملة نفسها، في ظل عجز واضح في العمالة المؤهلة في قطاعات كثيرة.

وفيما يخص العاصمة الإدارية الجديدة، قال إن الأفضل كان ترك تنفيذ المشروع للقطاع الخاص، مؤكدًا أهمية التمهل في طرح المرحلة الثانية من المشروع، خاصة أن القطاع الخاص يتمتع بقدرة أكبر على تحقيق الأرباح وإدارة الموارد بفعالية.

الساحل الشمالي ونظام التقسيط.. وجهة نظر مختلفة

أعرب ساويرس عن رفضه لفكرة أنظمة السداد الطويلة التي تصل إلى 12 و15 عامًا، واصفًا إياها بأنها تُربك السوق وتضع المطورين العقاريين في مأزق مالي. 

وأوضح أن أنظمة التمويل العقاري في العالم ترتبط بدخل العميل، بينما في مصر، فإن 70% من ثمن الوحدة يذهب كفوائد بسبب تقسيط طويل الأجل بفوائد مرتفعة.

كما انتقد فرض رسوم بأثر رجعي على مشروعات الساحل الشمالي، مطالباً بأن يتم تقييم الشركات وفقًا للأرباح الحقيقية، لا حجم المبيعات فقط، مشيرًا إلى أن هناك شركات بالكاد تحقق هامش ربح بسيط.

الاقتصاد المصري.. الحاجة إلى إصلاحات جوهرية

شدد ساويرس على أن أولوية الحكومة يجب أن تكون سداد الدين العام، بالتوازي مع دعم القطاعات الحيوية مثل السياحة، التي ينمو 90% منها عبر القطاع الخاص.

 كما دعا إلى تعزيز دور القطاع الخاص والتخلي عن النهج الاقتصادي المختلط الذي وصفه بأنه "لا يصلح"، موضحاً أن "النظام نصفه اشتراكي ونصفه رأسمالي لا يؤدي إلى النجاح".

وتابع: "حتى الصين وروسيا توجهتا إلى الرأسمالية. ونحن في مصر علينا أن نتوقف عن رفع الشعارات ونتبنى التحول الحقيقي".

كما عبّر عن قلقه من احتمالية عدم وجود حرية للحكومة في خيار الاستمرار أو الانسحاب من التعاون مع صندوق النقد الدولي، مؤكدًا أهمية الاستماع إلى آراء الخبراء المصريين المستقلين في هذا الشأن.

ندم على استثمارات التعدين في مصر

وفيما يتعلق بقطاع التعدين، أبدى ساويرس ندمه على تفضيل الاستثمار في مصر في مجال الذهب بدلاً من دول أفريقية أخرى، واصفًا تجربته في ساحل العاج بأنها "فرصة كبيرة جدًا".

وأشار إلى أن قطاع الاستثمار الزراعي والتصنيع الزراعي، بجانب الصحة والتعليم والخدمات والعقارات، يعد من القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة خلال المرحلة المقبلة.

رؤية مستقبلية للذهب والأسواق العالمية

توقع ساويرس أن يرتفع سعر الذهب إلى 5000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن البنوك المركزية حول العالم تشتري الذهب باستمرار، لكن الكميات لا تغطي الطلب الحقيقي، ما سيدفع الأسعار نحو الارتفاع.

مشروعات في العراق والسودان.. وخطة التوسع الاستثماري

كشف ساويرس أن شركته تعمل حالياً على تنفيذ مشروع ضخم في العراق، كما وقّعت عقوداً للتنقيب عن الذهب في السودان، معربًا عن أمله في انتهاء الحرب هناك قريبًا لاستكمال العمل.

وعن خطط طرح شركات جديدة في البورصة، أكد أنه يفضّل دمج المشاريع الجديدة في كيان "أوراسكوم للاستثمار" بدلاً من قيدها كشركات مستقلة، بهدف رفع القيمة السوقية للمجموعة. وأضاف أنه استحوذ على شركات في مجال المطاعم والترفيه وتم ضمها تحت مظلة المجموعة.

الحياة الشخصية ونهج الأسرة

على المستوى الشخصي، تحدث ساويرس عن أسلوب أسرته في إدارة الثروات، قائلاً: "والدي لم يفرض علينا ما يجب أن نفعله، وأنا كذلك لا أملي على ابني طريقه. وحتى ثروتي الشخصية لا أعلم قيمتها بدقة".

رسالة إلى الشباب: استغلوا التكنولوجيا

في ختام حديثه، وجّه ساويرس نصيحة إلى الشباب بعدم التسرع في اتخاذ القرارات، قائلاً:"لو عايز تعمل تطبيق أو مشروع، ادخل على (شات جي بي تي) واسأله".