مؤرخان لـ«عكاظ»: رؤية 2030 تعكس تواصل الحضارة السعودية وتراثها العريق

اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين

احتفالاً باليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة العربية السعودية، يقدم كل من الدكتور سعد بن علي المرشدي، والباحثة د. عبير بنت فهد المهيلب، رؤية تاريخية لهذه المناسبة العظيمة، والتي تأخذ طابع النقلة الحضارية بين الماضي والحاضر، موضحة أهمية استلهام التراث لبناء حاضر مشرق ومستقبل مزدهر.

ذكرى التأسيس

في 23 سبتمبر 1932م، الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ، قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، بإعلان توحيد البلاد تحت مسمى “المملكة العربية السعودية”، بعد كفاح دام ثلاثين عاماً من النضال والتضحيات. ويصف د. سعد المرشدي هذا الحدث بأنه يمثل نقطة تحول حاسمة، إذ انتقلت المملكة من حالات التشتت إلى الوحدة، ومن الضعف إلى القوة، مما جعلها اليوم مثالاً يحتذى في الوحدة الوطنية.

وعي وطني دائم

تشير د. عبير المهيلب إلى أن اليوم الوطني لا يقتصر فقط على كونه ذكرى سياسية، بل هو مناسبة تعزز مبادئ التضحية والانتماء، كما ترسخ التكامل المجتمعي والولاء للقيادة. وتضيف أن هذه الذكرى هي وسيلة لتجديد الانتماء للوطن وإبراز الهوية الوطنية، مع تذكير الأجيال بجهود الملك عبد العزيز والمخلصين من رجال ذلك العصر.

من الوحدة إلى التنمية

منذ تأسيس المملكة، شهدت البلاد مراحل متسلسلة من النمو والتطور. تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحقق إنجازات ملحوظة في مجالات الاقتصاد والتعليم والتقنية. وقد تم إطلاق رؤية المملكة 2030 التي تسعى لإعادة هيكلة التنمية وفق أسس حديثة ومستدامة، ما يعكس التطور المستمر الذي تشهده المملكة.

رؤية 2030: تطور حضاري

وفقاً لد. عبير، فإن اليوم الوطني الخامسة والتسعين يجسد بعدًا استراتيجيًا مترابطًا مع رؤية 2030، التي وضعت أسساً متينة للنهوض بالاقتصاد والمجتمع، وتعزيز الاستدامة كركيزة لمستقبل الوطن.

قيم اجتماعية وثقافية

ويؤكد د. سعد المرشدي أن هذه المناسبة الوطنية تتجاوز فعاليات الاحتفال، حيث تجسد قيمة اجتماعية وثقافية عميقة، تُبرز الهوية الموحدة للمجتمع السعودي، وتجسد روح التلاحم بين القيادة والشعب في مسيرة بناء وطن قوي.

فخر واعتزاز

يتفق المؤرخون والباحثون على أن هذه المناسبة الخالدة تعكس مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن، وتؤكد مكانته المرموقة بين الأمم، وتشجع المواطنين على مواصلة العمل المخلص لبناء المستقبل. كما يقول د. سعد المرشدي: “كل عام والوطن بخير، شامخًا بوحدته، عزيزًا بقيادته، مزدهرًا بأبنائه”.