لوحة نسيج في المتحف القومي بالإسكندرية: جسر يربط بين حضارات التاريخ
يضم المتحف القومي في محافظة الإسكندرية مجموعة غنية من الكنوز الأثرية القديمة التي تروي تاريخ مصر منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، متجاوزاً ثقافات وحضارات متعددة.
يمكن للعائلات المصرية زيارة المتحف لتعريف أطفالهم والأجيال الجديدة بالتاريخ المصري، حيث ينشر “اليوم السابع” تفاصيل حول قطعة أثرية تمثل رابطاً بين الحضارات المختلفة.
قطع نسيج أثرية
يعرض متحف الإسكندرية القومي قطعة نسيج تعتبر من أبرز الفنون التقليدية، التي تمثل حلقة وصل حية بين حضارات متعاقبة، بداية من العصر المصري القديم مرورًا بالعصر الهلنستي، حيث اكتسبت هوية جديدة مع انتشار المسيحية في مصر. هذه التحفة الأثرية تشهد على براعة الصانع المصري، مما يتيح محاولات إحياء هذه الحرف مرة أخرى في الأديرة مثل دير الأنبا أنطونيوس.
تتكون القطعة من نسيج مستطيل الشكل بلون أصفر، مزين بخطين جانبيين باللون الأسود، وتحيطه زخارف متنوعة بألوان الأسود والبيج. المربع الكبير في وسط القطعة ذو أرضية برتقالية يحمل زخارف متقنة.
وقال محمد سعيد، الخبير الأثري بالإسكندرية، إن هذه القطعة الأثرية مصنوعة من الصوف والكتان وتعود إلى القرن الخامس الميلادي، إذ تعتبر دليلاً على تواصل الثقافات المختلفة وعلى مهارة الفنان المصري القديم.
معروضات بارزة في المتحف
تحتوي القاعات في المتحف القومي بالإسكندرية على تشكيلة مميزة من القطع الأثرية التي تتوزع عبر حقبات تاريخية مختلفة. من أبرز المعروضات مجموعة من أجزاء الملابس تعرف باسم “نسيج القباطي”، والتي كانت تُمثل نوعاً شهيراً من الأنسجة في مصر خلال الفترة من القرن السابع حتى الثامن الميلادي. خلال تلك الفترة، كانت مصر تقدم كسوة الكعبة إلى المملكة العربية السعودية، مثلما تم تصنيع ذلك النسيج في عام 1964، حيث أهدت مصر كذلك قطعة من “أتواب النسيج القبطي” إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع السيدة ماريا القبطية. وتعرض الأسباب والزخارف النباتية والهندسية ضمن مجموعة عظيمة في قاعة النسيج بالقسم القبطي والإسلامي والحديث.
من بين المقتنيات الهامة أيضاً، يوجد تمثال نصفي من الرخام للإمبراطور الروماني “هادريان” (117-138م)، الذي اتسم عهده بالرخاء والازدهار. كان هادريان يتمتع بحب الفن والثقافة، وقد قام بزيارة مصر في عام 130م. أنشأ مدينة في جنوب مصر تُدعى (أنتينوبوليس) تكريماً لذكرى صديقه المقرب “أنتينوس”، الذي غرق في نهر النيل. الموقع الحالي لهذه المدينة هو قرية (الشيخ عبادة) التابعة لمركز ملوى بالمنيا. ويظهر الإمبراطور في التمثال مرتدياً درعاً يحمل صورة رأس الميدوزا، ويعرض حالياً في قاعة رقم (3) بالقسم اليوناني الروماني في متحف الإسكندرية القومي.