الاعترافات الغربية بفلسطين: ضرورة الضغط السياسي المستمر بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات

قالت أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة في شؤون فلسطين، الدكتورة أريج جبر، إن الاعترافات الغربية الأخيرة بالدولة الفلسطينية لا تمثل خطوة دبلوماسية عابرة، بل تعكس مشهدًا استعراضيًا على الساحة الدولية التي تتسم بالانقسام. وأشارت جبر إلى أن رمزية هذه الخطوة لا تغير الحقائق الميدانية الصعبة، موضحة أن العالم منذ نهاية يونيو الماضي “يحبس أنفاسه” بانتظار الاعترافات.

ورأت أن بعض الدول تسعى من خلال هذا التحرك إلى “إقصاء نفسها عن مسؤولية المشاركة في العدوان”، بعد السياسات التي سهلت توسع الكيان وغيبت حقوق الشعب الفلسطيني. وفي نفس السياق، اعتبرت أن إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا ودول غربية أخرى عن اعترافها الرسمي بفلسطين هو محاولة لإنقاذ حل الدولتين وإحياء أمل قد تبخر تحت دمار غزة والاحتلال في الضفة والقدس. لكنها شددت على أن هذه الخطوة تبقى في إطار الإجراءات الشكلية، حيث إن رمزيّتها لا يمكن أن تغطي الواقع على الأرض.

وأوضحت جبر أن الاعتراف البريطاني يُعتبر ذا وزن خاص نظرًا لتاريخ لندن في القضية الفلسطينية، بدءًا من وعد بلفور وصولًا إلى السياسات التي ساهمت في إنشاء الكيان. ووصفته بأنه محاولة للتبرؤ من تاريخ طويل تواجدت فيه بريطانيا كفاعل رئيسي، لكن اعتبرت أن هذه الاعترافات تعكس تحولًا في المزاج الغربي وتبرز حدود النفوذ الأمريكي، خصوصًا مع انضمام كندا وأستراليا إلى هذا الاتجاه، مما يزيد من عزل الاحتلال دوليًا.

ومع ذلك، حذرت من اعتبار الاعتراف غاية في حد ذاته، مشددة على ضرورة ربطه بمطالب واضحة مثل إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان ورفع الحصار وضمان السيادة الحقيقية من خلال قرار أممي ملزم. وأكدت أن البناء على هذه اللحظة ومراكمة الضغط السياسي والدبلوماسي هو ما يمكن أن يسهم في تحويلها إلى محطة فارقة في مسار التحرر الوطني.

في نهاية المطاف، اعتبرت جبر أن الاعتراف بفلسطين، حتى لو كان على جزء صغير من الأرض التاريخية، يبقى رمزًا لمقاومة الاحتلال، لكنه يفرض مسؤولية أكبر على الفلسطينيين وحلفائهم لتحويله إلى أداة عملية بدلاً من كونه مجرد ورقة شكلية. وفي تحذير أخير، قالت: “من يمنحك السلام بالكلمات فقط، قد يكون قد مهد الطريق على أوسع نطاق للكيان بدلاً من استعادة الحقوق الحقيقية”.

الاعترافات الغربية بفلسطين: ضرورة عدم اعتبارها غاية

تأتي تصريحات جبر كجزء من النقاشات المستمرة حول الاعترافات الغربية بحالة فلسطين، التي يجب أن تكون مرتبطة بجهود ملموسة لدعم القضية الفلسطينية. إن التحركات الدبلوماسية الحالية تحمل إمكانيات جديدة ولكنها تتطلب مراكمة الضغط السياسي لضمان التغيير الفعلي على الأرض.

ضرورة تعزيز الضغط السياسي حول القضية الفلسطينية

تعكس الدعوات لاستمرار الضغط السياسي أهمية التحرك المستمر من قبل المجتمع الدولي لدعم حقوق الفلسطينيين، الأمر الذي قد يتحول إلى خطوة هامة نحو تحقيق الأمل الفلسطيني في التحرر. الأحداث الأخيرة تبرز الحاجة الملحة لتوحد الجهود الدبلوماسية والعمل المتناغم نحو تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.