تركيا وفيريرو في مواجهة اقتصادية حول البندق تثير تساؤلات حول مستقبل الإمدادات لمنتجات نوتيلا الشهيرة وتأثيرها المحتمل على الأسواق العالمية
تواجه تركيا، المنتج العالمي الأكبر للبندق، أزمة حادة في هذا القطاع الحيوي، تجسدت في تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، مما أثار جدلاً واسعاً مع شركة فيريرو الإيطالية، عملاق صناعة الشوكولاتة وأكبر مستورد للبندق في العالم.
تبادل الطرفان اتهامات بالاحتكار والمضاربة، في حين اتخذت السلطات التركية إجراءات تنظيمية لحماية المزارعين المحليين واستقرار السوق، وتأتي هذه التطورات في ظل وضع اقتصادي دقيق، إذ يمثل البندق مصدراً رئيسياً لدخل الآلاف من المزارعين وعموداً فقرياً لصادرات تركيا الزراعية.
وتفاقمت الأزمة بسبب تراجع الإنتاج إلى 453 ألف طن، بعد أن كان 717 ألف طن في الموسم الماضي، أي بانخفاض يقارب 37%، بسبب الظروف المناخية القاسية والآفات الزراعية المدمرة.
تحديات تواجه إنتاج البندق في تركيا
تراجع حاد في إنتاج البندق
شهد قطاع البندق التركي تراجعاً كبيراً في الإنتاج، مسجلاً 453 ألف طن، مقارنة بـ 717 ألف طن في الموسم السابق، أي بانخفاض يقارب 37%، ويعزى هذا التراجع إلى الظروف المناخية القاسية، مثل موجة الصقيع التي ضربت البساتين، وانتشار الآفات الزراعية، مثل “البق البني” الذي ألحق أضراراً بالغة بالمحاصيل.
ارتفاع أسعار البندق وتأثيره على السوق
تسبب انخفاض الإنتاج في ارتفاع قياسي لأسعار البندق، حيث حددت مؤسسة الحبوب التركية سعراً استرشادياً عند 200 ليرة للكيلوغرام، لكن الأسعار في السوق الحرة قفزت إلى نحو 380 ليرة، وتسببت شائعات عن توقف شركة فيريرو عن الشراء في هبوط مؤقت للأسعار، لكن المزارعين رفضوا البيع، مما أعاد الأسعار إلى الارتفاع، وسط توقعات بوصولها إلى 400 ليرة مع استمرار نقص المعروض.
فيريرو تخفض مشترياتها وتثير القلق
دفعت الارتفاعات الحادة في الأسعار والانكماش الكبير في المحصول، شركة فيريرو إلى تبني إستراتيجية توريد أكثر حذراً، وقلصت الشركة وتيرة شرائها من السوق التركي، معتمدة بشكل أكبر على مخزوناتها وتنويع مصادر التوريد، وأثارت هذه الأنباء مخاوف من فقدان جزء من الحصة السوقية، إلا أن فيريرو نفت وقف مشترياتها بالكامل، مؤكدة أن تركيا لا تزال أكبر مورد لها.
تحرك تركي لحماية تجارة البندق والمزارعين
أثار تباطؤ شركة فيريرو في شراء البندق استياء صانعي القرار في أنقرة، الذين اعتبروا ذلك محاولة للضغط على السوق المحلية، وردت هيئة المنافسة التركية بتحرك سريع، وفرضت التزامات تنظيمية على الشركة، شملت تحديد حد أدنى للمشتريات وعدم الشراء بأسعار تقل عن السعر المرجعي، ثم خفضت الحد الأدنى للمشتريات إلى 30 ألف طن لهذا الموسم كاستثناء مؤقت.
اتهامات متبادلة بين الأطراف المعنية
أكد رئيس هيئة المنافسة أن الأزمة نتيجة عوامل مناخية وليست ممارسات مضارِبة، وأشارت وزارة الزراعة ومؤسسة الحبوب التركية إلى استمرار دعمهما للمزارعين، ودعتا المنتجين إلى عدم البيع بأسعار متدنية، وأوضح رئيس غرفة الزراعة في أوردو أن الشائعات عن توقف “فيريرو” كانت “مناورة لإثارة الذعر”.
تحذير مبكر من تنويع مصادر التوريد
يرى المحلل الاقتصادي شكري جوفان أن توجه شركة فيريرو لتنويع مصادر التوريد إشارة تحذير جادة، ويضيف أن التحدي الحقيقي يكمن في المدى المتوسط، فإذا لم تعزز تركيا إنتاجيتها، وتضبط آليات السوق، وتدعم التعاونيات المحلية، فقد تنجح الشركات العالمية في بناء شبكات توريد بديلة.

تعليقات