أسعار النفط تهبط مع استئناف العمليات في ميناء روسي حيوي بعد هجوم أوكراني أثار القلق

تراجعت أسعار النفط بعد ظهور إشارات قوية على استئناف العمليات في ميناء نوفوروسيسك الروسي الحيوي على البحر الأسود، وذلك بعد الهجوم الأوكراني الأسبوع الماضي الذي أدى إلى بعض الأضرار وتعطيل مؤقت للعمليات، وشهد خام برنت انخفاضًا إلى ما دون 84 دولارًا للبرميل، بعد أن سجل ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 2% يوم الجمعة عقب الهجوم، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى حوالي 79 دولارًا.

وتشير التقارير إلى عودة النشاط التشغيلي في محطات الميناء، حيث رست ناقلتان في نوفوروسيسك يوم الأحد، وأكدت “رويترز” استئناف عمليات تحميل الخام، ويأتي هذا التطور ليخفف من المخاوف بشأن تعطل إمدادات النفط عبر هذا الميناء الاستراتيجي.

وكان الهجوم على الميناء الروسي، بالتزامن مع استيلاء إيران على ناقلة بالقرب من مضيق هرمز، قد أضاف علاوة جيوسياسية جديدة إلى أسعار النفط، مما ساهم في تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة، ومع ذلك، يواجه سوق النفط تحديات أخرى، أبرزها الفائض المحتمل في المعروض، نتيجة لزيادة الإنتاج من قبل “أوبك+” ومنتجين من خارج المجموعة، وهو ما قد يحد من ارتفاع الأسعار.

وقد أثرت هذه الأحداث المتلاحقة على ديناميكيات سوق النفط، مما يجعل التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية أكثر صعوبة، ويتعين على المستثمرين والمتعاملين في السوق مراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة.

ارتفاع هوامش أرباح شركات التكرير عالمياً بسبب اضطرابات الإمدادات

شهدت هوامش التكرير على مستوى العالم قفزة كبيرة، مدفوعة باستمرار الهجمات على البنية التحتية للطاقة في روسيا، بالإضافة إلى الأعطال التي طالت محطات رئيسية في آسيا وأفريقيا، والإغلاقات المستمرة في أوروبا والولايات المتحدة، وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى تقليص إمدادات الديزل والبنزين في الأسواق العالمية، مما انعكس إيجاباً على أرباح شركات التكرير.

صربيا تسعى لاستعادة السيطرة على مصفاة “NIS” وتفاوض لرفع العقوبات

وفي سياق منفصل، أبدت صربيا استعدادها لدفع علاوة مالية مقابل استعادة السيطرة الكاملة على مصفاة النفط الوحيدة في البلاد “NIS”، وذلك في محاولة لتحرير الشركة المملوكة لروسيا من العقوبات الأمريكية، وكشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يوم الأحد عن هذه الخطوة، مشيراً إلى أن مالكي “NIS” يتفاوضون حالياً مع مستثمرين محتملين من آسيا وأوروبا، الذين قد يستحوذون على حصة في الشركة.

تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على أسعار النفط وقطاع التكرير

إن التطورات الأخيرة في سوق النفط، سواء كانت هجمات على البنية التحتية، أو عقوبات اقتصادية، أو تغيرات في مستويات الإنتاج، تؤكد على الترابط الوثيق بين العوامل الجيوسياسية والاقتصادية وتأثيرها المباشر على الأسعار وهوامش التكرير، ويتعين على الشركات والمستثمرين في هذا القطاع أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند وضع استراتيجياتهم واتخاذ قراراتهم الاستثمارية.