تذبذب في سعر الذهب يؤثر على أداء وأسهم 9 شركات مدرجة حديثاً دون سعر اكتتاب محدد

تخطت القيمة السوقية لأسواق الأسهم المحلية حاجز التريليون دولار، مع انتعاش ملحوظ في قيم وأحجام التداولات، وارتفاع ثقة واستثمارات المستثمرين الأجانب في الأسواق المالية الإماراتية، إلا أن تراجع أسعار أسهم عدة شركات حديثة الإدراج دون سعر الطرح في سوقي دبي وأبوظبي الماليين أثار جدلاً واسعاً بين المستثمرين، لا سيما في صفوف شركات التجزئة التي لم تحقق مكاسب رأسمالية منذ الإدراج.

تحليل تراجع أسعار أسهم الشركات الحديثة المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي

رصدت «البيان» تسع شركات مدرجة حديثاً تتداول دون سعر الطرح، منها سبع في سوق أبوظبي وشركتان في سوق دبي خلال السنوات الأربع الأخيرة، مع نسب تراجع تراوحت بين 3.5% إلى 49.3% مقارنة بسعر الاكتتاب، وفق بيانات موقع سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية.

آليات تسعير أسهم الطروحات العامة وتأثيرها على السوق المالي

تحدد هيئة الأوراق المالية والسلع ثلاث طرق رئيسة لتسعير أسهم الشركات عند الاكتتاب العام، وهي آلية البناء السعري، وطريقة السعر الثابت، وأخيراً المزاد الهولندي، حيث تلتزم الشركة بطرح نسبة لا تقل عن 20% للمستثمرين الأفراد و60% للمستثمرين المؤهلين باستثناء الشركات حديثة التأسيس. وتتفاوت الأسعار حسب الطلب والعرض، وهو ما ينعكس على أداء الأسهم بعد الإدراج.

أبرز الشركات التي تعرضت لتراجع أسعارها مقارنة بسعر الطرح

  • سهم “طلبات” الذي تراجع بنسبة 49.3% ليصل إلى 0.811 درهم مقابل 1.6 درهم سعر الطرح في سوق دبي بتاريخ 9 ديسمبر 2024.
  • سهم “اللولو للتجزئة” هبط 40.7% إلى 1.21 درهم، مقارنة بسعر الطرح 2.04 درهم، في سوق أبوظبي 14 نوفمبر 2024.
  • سهم “الأنصاري للخدمات المالية” انخفض 4.76% إلى 0.981 درهم مقابل 1.03 درهم.
  • سهم “أمريكانا للمطاعم” تراجع 28.6% إلى 1.87 درهم مقابل 2.62 درهم.
  • سهم “إنفستكورب” هبط 35.65% ليصل إلى 1.48 درهم مقارنة بسعر الطرح 2.3 درهم.
  • سهم “ألف للتعليم” انخفض 28.07% إلى 0.971 درهم مقابل 1.35 درهم.
  • سهم “برجيل القابضة” تراجع 34% إلى 1.32 درهم مقابل 2 درهم.
  • سهم “أي دي إن إتش للتموين” هبط 14.9% إلى 0.817 درهم مقارنة بسعر الطرح 0.96 درهم.
  • سهم “فيرتيغلوب” انخفض 3.5% إلى 2.46 درهم مقابل 2.55 درهم.

فرص استثمارية في الأسهم المتداولة دون سعر الطرح

يرى فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”، أن الأسهم المتداولة بأسعار أقل من سعر الطرح تقدم فرصاً جذابة للمستثمرين الذين يركزون على الأسس المالية القوية والعوائد طويلة الأجل، خصوصاً مقارنة بالطروحات التي تبدأ بأسعار مرتفعة. ويؤكد أن التطور نحو تقييمات أكثر دقة ونضجاً في سوق الأسهم الإماراتي يعزز ثقة المستثمرين في الشركات ذات المراكز النقدية القوية وسياسات توزيع الأرباح المنتظمة.

تحديات وعوامل تؤثر على سعر الأسهم بعد الإدراج

يشير الدكتور علاء نصر، المستشار القانوني المتخصص، إلى أن الأطر التشريعية في الإمارات تضمن إدراج الشركات بعد تقييم مالي دقيق، وأن تراجع الأسعار بعد الإدراج يعكس عوامل سوقية بحتة لا ترتبط بالضرورة بالملاءة المالية للشركات المدرجة. كما تتيح قوانين إعادة الهيكلة والتسوية الوقائية مسارات منظمة للتعامل مع التحديات المالية، ويُعد انخفاض الأسعار مرحلة طبيعية لإعادة تقييم الشركات من قبل المستثمرين بعد مراجعة الأداء والبيانات المالية.

انطباعات المحلل المالي حول أسباب فروق أسعار الطرح والأداء السوقي

يرى المحلل المالي حسام الحسيني أن تراجع سعر بعض الأسهم دون سعر الطرح لا يعكس حالة عامة في السوق، إذ أن بعض الشركات الكبرى ذات التوجه الحكومي ونتائج الأعمال المنتظمة تحقق مكاسب قوية، بينما الشركات التي حافظ سهمها على سعر أقل قد تكون تعرضت لتسعير مفرط عند الطرح خاصة تلك التي عرفت منافسة شديدة أو لم تستطع الوفاء بتوقعات توزيعات الأرباح.

ويضيف الحسيني أن التركيز ينبغي أن يكون على أساسيات الشركات وجودة النمو مع تقديم ضمانات الربحية، فالسوق لا يزال يستوعب أسهم الشركات التي تبني أرباحها على أساس متين واستراتيجيات نمو مستقبلية واضحة.