الرئيس الأمريكي ترمب يعترف بتأثير الرسوم على سعر الذهب والسلع الغذائية ويلغي بعضها على الفور

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، عن إلغاء الرسوم الجمركية على مجموعة من المواد الغذائية، في خطوة تهدف إلى مواجهة الضغوط الاقتصادية المتزايدة والحد من ارتفاع الأسعار التي أثرت على المستهلكين بعد تطبيق الرسوم العالمية، مما يعكس تغييراً ملحوظاً في سياسة التجارة التي تبناها سابقاً لتحفيز الإنتاج المحلي عبر فرض تعريفات جمركية عالية على السلع المستوردة.

شملت قائمة الإعفاءات الجمركية الجديدة لحوم الأبقار، القهوة، الفواكه الاستوائية، والعديد من المنتجات الأخرى، سعياً لتخفيض تكلفة السلع الأساسية التي يستهلكها الأميركيون يومياً.

تأثير إلغاء الرسوم الجمركية على الأسعار وسلاسل التوريد الغذائية

يأتي قرار ترامب، الذي يُعد تراجعاً مفاجئاً عن رسوم جمركية فرضها سابقاً على عدد كبير من السلع الغذائية، عقب نتائج الانتخابات التي أظهرت قلق الناخبين من الآثار الاقتصادية لهذه السياسات، حيث حقق الديمقراطيون انتصارات مهمة في ولايات مثل فرجينيا ونيوجيرسي مع التركيز على القضايا الاقتصادية.

أقر ترامب، خلال حديثه من على متن الطائرة الرئاسية متوجهاً إلى فلوريدا، بأن التعريفات الجمركية ساهمت في رفع الأسعار على المستهلكين بنسبة معينة، معتبراً أن بعض الدول الأخرى تحملت العبء بشكل أكبر، لكنه أكد في الوقت ذاته أن تخفيض الرسوم سيمثل “تخفيفاً سريعاً” للوضع الاقتصادي.

ارتفاع أسعار اللحوم ودور التعريفات الجمركية في الأزمة الاقتصادية

تعتبر لحوم الأبقار، التي ارتفعت أسعارها إلى مستويات قياسية، محور قلق خاص، خاصة بعد تأثير الرسوم الجمركية على واردات اللحوم من دول مثل البرازيل، والتي تُعد مورداً رئيسياً، وهو ما دفع ترامب إلى اتخاذ إجراءات لتخفيض تلك الرسوم وتحفيز انخفاض الأسعار في الأسواق الأميركية.

كما شمل الأمر التنفيذي إلغاء الرسوم الجمركية على الشاي، عصير الفاكهة، الكاكاو، التوابل، الموز، البرتقال، الطماطم، وبعض الأسمدة، مما يُتوقع أن يساهم في تحسين إمدادات السلع الغذائية الضرورية وتقليل تكلفة البقالة للمستهلكين.

ردود الفعل السياسية ودور الرسوم الجمركية في الاقتصاد الأميركي

على الرغم من إصرار إدارة ترامب على أن الرسوم ساعدت في تعزيز إيرادات الحكومة الفيدرالية دون أن تؤثر بشكل كبير على أسعار السلع، رأى الديمقراطيون أن الإلغاء هو اعتراف ضمني بأضرار هذه السياسة على القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث صرح النائب الديمقراطي دون باير بأن قرار التخفيض جاء بعد هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات بسبب تخلي ترامب عن وعود خفض التضخم.

تداعيات الاتفاقيات التجارية وتعديل سياسة الرسوم الجمركية

أشار البيت الأبيض إلى أن تخفيض الرسوم جاء نتيجة للاتفاقيات التجارية التي أُبرمت مؤخراً مع دول مثل الإكوادور، جواتيمالا، السلفادور، والأرجنتين، والتي تعزز فرص تصدير المنتجات الأميركية وتقليل الحاجة إلى الرسوم الجمركية كأداة حماية، ما يسهل سلاسل التوريد ويخفض الأسعار على المستهلك.

استخدام عائدات الرسوم الجمركية وتمويل الدعم المالي للمواطنين

أكد ترامب أنه يخطط لاستخدام إيرادات الرسوم الجمركية المتراكمة لتمويل شيكات مالية تصل قيمتها إلى 2000 دولار لكثير من الأميركيين، وهو مشروع يستهدف دعم القدرة الشرائية وتحفيز الاقتصاد، رغم التحفظات حول تأثير ذلك على التضخم، حيث أوضح أنها أموال حقيقية مكتسبة من دول أخرى، وليس قروضاً أو أموالاً مطبوعة حديثاً.

في المجمل، تعكس خطوة إلغاء الرسوم الجمركية الغذائية تحوّلاً استراتيجياً في سياسة واشنطن الاقتصادية، تستهدف تخفيف الأعباء المالية على الأسر الأميركية، وتحسين استقرار سلاسل التوريد، مع السعي إلى تعزيز النمو الاقتصادي عبر تعاون تجاري إقليمي أوسع.