استقرار سعر الذهب عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع يعزز توقعات المستثمرين ويثير اهتمام الأسواق

استقرت أسعار الذهب العالمية خلال مستهل تعاملات اليوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بعد موجة صعود قوية امتدت لخمس جلسات متتالية، وصلت خلالها إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بدعم من تراجع الدولار الأميركي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية قريبا.

تُظهر متابعة منصة الطاقة المتخصصة لحركة أسواق الذهب العالمية، أن حالة من الترقب تسيطر على المستثمرين، في انتظار بيانات جديدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية المستقبلية، خاصة بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الذي أتاح استئناف تدفق البيانات الاقتصادية الحيوية.

جاء استقرار أسعار الذهب بعد مكاسب استثنائية سجلتها الجلسة السابقة، مدفوعة بالآمال في خفض الفائدة الشهر المقبل، واستمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل عدم اليقين الاقتصادي.

أنهت أسعار الذهب تعاملاتها يوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني على ارتفاع تجاوز 97 دولاراً، مسجلة أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، مع استمرار تدفق القوى المحركة للسوق.

أسعار الذهب اليوم وأداء المعادن الثمينة

بحلول الساعة 07:00 صباحاً بتوقيت غرينتش (10:00 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة)، استقرت عقود الذهب الآجلة لتسليم ديسمبر/كانون الأول 2025 عند 4213.60 دولاراً للأوقية، مستمرة عند مستويات الإغلاق السابقة.

وفي الوقت ذاته، شهدت عقود التسليم الفوري للذهب ارتفاعاً بنسبة 0.39%، بمقدار 8 دولارات، ليصل السعر إلى 4207.24 دولاراً للأوقية، وفقاً للأرقام اللحظية التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

أما المعادن الأخرى فشهدت تحركات متباينة حيث ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 1.1% إلى 54.02 دولاراً للأوقية، في حين انخفض البلاتين الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 1612.80 دولاراً، وارتفع البلاديوم الفوري بنسبة 0.5% مسجلاً 1480.59 دولاراً للأوقية.

وفي المقابل، تراجع مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية- بنسبة 0.05% إلى 99.43 نقطة، مما دعم الطلب على الذهب كملاذ استثماري.

تحليل أسعار الذهب وتأثير السياسة النقدية

يعزى الاستقرار النسبي في أسعار الذهب إلى رغبة المستثمرين في جني الأرباح بعد الموجة الصاعدة الأخيرة، مع بقاء التوقعات العامة إيجابية للمعدن النفيس، وهو ما يعكس زيادة فرص خفض الفائدة الأميركية قريباً.

أشار جيغار تريفيدي، المحلل في شركة ريلاينس سيكيوريتيز، إلى أن “الذهب يحافظ على قوته بدعم من تراجع الدولار، واستمرار عمليات الشراء من البنوك المركزية، إضافة إلى بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تشجع على زيادة الطلب”.

دور الأسواق العالمية والأحداث الاقتصادية في تحركات الذهب

يرى محللون في أسواق المعادن أن ثبات أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة يعكس ثقة المستثمرين بحتمية استمرار الاتجاه الصعودي على المدى القريب، خصوصاً في ظل عدم وضوح السياسات النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى.

كما أعاد انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة نشاط إصدار البيانات الاقتصادية، ما يتيح للاحتياطي الفيدرالي تقييم سوق العمل بشكل أفضل قبل اتخاذ قرارات خفض الفائدة المرتقبة خلال الشهر القادم.

تأثير ضعف الدولار وطلب البنوك المركزية على الذهب

ساهم ضعف الدولار الأميركي، الذي هبط إلى أدنى مستويات في أسابيع، في رفع جاذبية الذهب، حيث يلجأ المستثمرون عادة إلى التحوط بالمعدن النفيس عند تراجع العملة الأميركية.

يؤكد محللون أن ارتفاع الذهب بأكثر من 60% منذ بداية العام يعكس الطلب القوي من البنوك المركزية، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية والتحديات التجارية العالمية، مما يجعل من الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الاضطراب.

توقعات أسعار الذهب خلال الأسبوع الجاري

تُشير التوقعات إلى استقرار أسعار الذهب ضمن نطاق يتراوح بين 4150 و4300 دولار للأوقية خلال الأسبوع الحالي، مع احتمال ميل طفيف نحو الصعود إذا استمرت عوائد السندات الحقيقية في الانخفاض، وهو ما يعزز الطلب على المعدن النفيس كخيار استثماري آمن.