الارتفاع الكبير في سعر الذهب بعد توقيع ترامب اتفاق ينهي الإغلاق الحكومي ويعيد الاستقرار الاقتصادي

ارتفع الذهب للجلسة الخامسة على التوالي يوم الخميس، مسجلاً أعلى مستوياته خلال أكثر من ثلاثة أسابيع، بدعم من التوقعات التي تشير إلى انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى استئناف صدور البيانات الاقتصادية الحيوية، ويعزز إمكانية خفض جديد لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وارتفعت أسعار الذهب في التداول الفوري بنسبة 0.4٪ لتصل إلى 4214.52 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ 21 أكتوبر الماضي.

أداء الذهب وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

في السوق الأمريكية، صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.1٪ إلى 4218.20 دولار للأوقية، مع استمرار دعم السوق لعوامل عدة، منها ضعف الدولار الأمريكي، وتوقعات الاقتصاد بقرارات خفض سعر الفائدة من البنك المركزي الأمريكي، إلى جانب استمرار البنوك المركزية العالمية في تعزيز احتياطيات المعادن النفيسة. وأوضح جيجار تريفيدي، كبير محللي الأبحاث في ريلاينس للأوراق المالية، أن الذهب يحافظ على سلسلة مكاسبه نتيجة تلك العوامل.

تأثير انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي على الأسواق المالية

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء تشريعاً أنهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، والذي استمر منذ أول أكتوبر، مما أدى إلى توقف صدور مؤشرات اقتصادية مهمة مثل تقارير الوظائف والتضخم. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تقوم وزارة العمل الأمريكية بإعطاء أولوية لإصدار هذه التقارير الخاصة بشهر نوفمبر، لضمان تزويد مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات السياسة النقدية في الاجتماع المقبل.

فرص خفض سعر الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب

في الشهر الماضي، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وسط تحذيرات من رئيسه جيروم باول بضرورة توخي الحذر قبل اتخاذ خطوة خفض أخرى خلال العام الحالي، مرتبطاً ذلك بنقص البيانات الاقتصادية. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي، التي أجرتها رويترز، إلى توقع 80٪ من الاقتصاديين خفض البنك المركزي سعر الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل، داعمين ذلك بالسوق العمالية الضعيفة. يُعتبر الذهب من الأصول التي تزدهر في ظل بيئات أسعار الفائدة المنخفضة والأوضاع الاقتصادية الغامضة.

اتجاهات المعادن النفيسة الأخرى في السوق العالمية

شهدت أسعار المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعات ملحوظة، حيث ارتفعت الفضة في التداول الفوري بنسبة 1.3٪ لتصل إلى 54.11 دولار للأوقية، مع توجهها إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة منذ منتصف أكتوبر، بينما استقر سعر البلاتين عند 1614.92 دولار للأوقية، وزاد البالاديوم بنسبة 0.5٪ ليصل إلى 1481.08 دولار. وأسهمت التوترات الجيوسياسية والتجارية، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، في دعم أسعار المعادن النفيسة وتعزيز الطلب عليها.

تصاعدت أسعار الذهب والمعادن النفيسة بشكل ملحوظ في عام 2019، حيث سجل الذهب مكاسب تجاوزت 60٪ منذ بداية العام، مع بلوغه ذروته عند 4381.21 دولار للأوقية في 20 أكتوبر، مدعوماً بجملة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، ما يجعل هذا السوق حيوياً للمستثمرين الباحثين عن تحوط من المخاطر وتقلبات السوق.