سعر الذهب يتأثر بتراجع أسعار النفط وسط زيادة المخزونات الأمريكية وتوقعات منظمة أوبك المقبلة

واصلت أسعار النفط انخفاضها لليوم الثاني على التوالي اليوم الخميس، متأثرة بتقرير جديد أظهر زيادة مخزونات الخام في السوق الأمريكية، مما زاد المخاوف بشأن تجاوز المعروض النفطي العالمي للطلب الفعلي على الوقود. تقلصت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثلاثة سنتات، ما يعادل 0.03%، لتصل إلى 62.69 دولاراً للبرميل، بعد أن شهدت انخفاضاً حاداً نسبته 3.8% في الجلسة السابقة، وفقاً لـ “واس”.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات، بنسبة 0.09%، ليسجل 58.44 دولاراً للبرميل، مستمراً في خسائره التي بلغت 4.2% يوم الأربعاء الماضي. في ظل هذه التقلبات، قررت تحالف “أوبك+” زيادة إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يومياً خلال شهور ديسمبر وأكتوبر ونوفمبر، مع تعليق الزيادات المخطط لها في يناير وفبراير ومارس 2026 بسبب العوامل الموسمية، بينما تشير التقديرات إلى وجود فائض في سوق النفط يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً.

قرارات “أوبك بلس” لتعزيز توازن سوق النفط العالمي

بعد اجتماع مراجعة سوق النفط، أعلنت الدول الثماني الأعضاء في “أوبك بلس”، وهي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، الإجراءات التالية لتعديل الإنتاج:

  1. خفض الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً ضمن إطار التخفيضات الطوعية التي أعلنت في أبريل 2023، والتي تصل إلى 1.65 مليون برميل يومياً.
  2. تعليق جميع الزيادات الشهرية في الإنتاج خلال يناير وفبراير ومارس 2026 لمواجهة التأثيرات الموسمية.

وأكدت الدول أهمية اتباع نهج حذر ومرن يسمح بإعادة أو عكس التخفيضات بشكل متوازن، مع التأكيد على ضرورة تعويض كافة كميات الإنتاج الفائضة التي تجاوزت الحصص المحددة منذ يناير 2024. كما تقرر عقد اجتماعات متابعة شهرية لمراقبة السوق ومستوى الالتزام بخطط التعويض، على أن يكون الاجتماع المقبل في 30 نوفمبر 2025.

تداعيات الحرب التجارية على سوق النفط وتأثير الرسوم الجمركية

تزامنت هذه التطورات مع تحذيرات الولايات المتحدة لكل من الصين والهند وعدد من الدول الأخرى بسبب استمرارهم في استيراد النفط الروسي على الرغم من العقوبات المفروضة، في ظل استمرار الحرب التجارية والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين. وعلى ضوء محادثات منفعة متبادلة، خفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 47% بعد تحقيق تقدم في ملفات عدة تتعلق بواردات فول الصويا والمعادن النادرة، بالإضافة إلى مكافحة تدفق مخدر الفنتانيل إلى أمريكا، بحسب شبكة “سي إن إن”. هذا التخفيض يؤدي إلى خفض المعدل العام للرسوم الجمركية على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة من 57% إلى 47%.

وفي 11 أغسطس الماضي، جدّدت الصين والولايات المتحدة اتفاقهما التجاري بعد انتهاء مهلة تعليق الرسوم الجمركية البالغة 90 يوماً للمرة الثانية، حيث تم الاتفاق على تفاصيل تخفيضات جمركية هامة على الواردات بين البلدين خلال اجتماع جنيف، التي شملت خفض التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، وكذلك خفض الرسوم الصينية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%.

الاتفاقيات التجارية الكبرى ومستقبل استقرار سوق النفط العالمي

تعزز هذا المناخ الإيجابي التوقّعات الخاصة بأسواق النفط، مع إعلان الرئيس ترامب في أغسطس عن اتفاق تجاري رئيسي مع الاتحاد الأوروبي، يشمل تطبيق تعريفات جمركية ثابتة بنسبة 15%، ما قد يسهم في استقرار تدفقات التجارة العالمية. هذه التحركات تؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط وأسواق الطاقة، حيث تشكل التوترات التجارية والعقوبات الاقتصادية عوامل متغيرة تؤثر على العرض والطلب ومستويات المخزون العالمية.