في عالم التداول والاستثمار، تحظى تقارير البنوك الاستثمارية الكبرى مثل “جي بي مورغان”، “جولدمان ساكس” و”يو بي إس” بأهمية بالغة، فهذه التقارير تحدد توجهات السوق وتؤثر على سعر الذهب بشكل مباشر، فعندما يعلن “جي بي مورغان” عن هدف سعري للذهب عند 4,500 دولار، ينتبه المستثمرون والمضاربون، لكن هل تساءلت يوماً عن المنهجية التي تعتمدها هذه المؤسسات في وضع توقعاتها؟
كيف تحدد البنوك الاستثمارية توقعات سعر الذهب؟
التوقعات ليست مبنية على تخمين عشوائي، بل تستند إلى نماذج اقتصادية متقدمة تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على سعر الذهب، وهي عوامل حقيقية تمكن هذه البنوك من وضع توقعات دقيقة تعكس الواقع الاقتصادي والسياسي.
تكلفة الفرصة البديلة وتأثير سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي على سعر الذهب
العامل الأساسي الذي تركز عليه البنوك هو العلاقة المعقدة بين الذهب وسياسة الفيدرالي الأمريكي، حيث يشكل تحليل قرارات الفائدة حوالي 70% من تقييم السعر، ففي حال توقع رفع أسعار الفائدة، يقوى الدولار وتزيد عوائد السندات، مما يجعل الاحتفاظ بالذهب غير مربح بسبب عدم جذبه لعوائد مالية، وبالتالي تنخفض التوقعات السعرية للذهب، خلافاً لحالة خفض الفائدة التي تضعف الدولار وتخفض عوائد السندات، فترتفع جاذبية الذهب استثمارياً، ويرتفع السعر المستهدف.
الطلب المادي على الذهب وأثره على حركة الأسعار
سمة تميز البنوك الكبرى عن المحللين العاديين هي مراقبة التدفقات المادية الحقيقية للذهب، فمشتريات البنوك المركزية مثل الصين وتركيا توفر دعماً قوياً لسعر الذهب، كما يتابع محللو “يو بي إس” الطلب الموسمي على المجوهرات خلال الأعياد في الهند ورأس السنة الصينية، ما يعكس استراتيجيات طويلة الأمد مبنية على الطلب الفعلي وليس فقط الأسعار الظاهرية.
تعليقات