طقس اليوم في الجنوب يسجل درجات حرارة غير معتادة تصل إلى 35 درجة مع توقعات مفصلة لكل منطقة

في مشهد مناخي يحبس الأنفاس، تواجه المحافظات الجنوبية اليمنية اليوم تحدياً حرارياً مرعباً بفارق درجات حرارة يصل إلى 19 درجة مئوية بين المحافظات في نفس اللحظة! بينما تحرق شمس عدن الوجوه بـ35 درجة مئوية، مُسجلة أرقاماً أعلى من متوسط نوفمبر بـ7 درجات كاملة، يرتجف سكان عتق من البرد عند 16 درجة فقط. خبراء الصحة يدقون ناقوس الخطر: الساعات القادمة حاسمة لتجنب مضاعفات هذا التسونامي الحراري المدمر!

واقع ساخن في المحافظات الجنوبية

الأرقام المرعبة تكشف عن واقع صادم يواجه ملايين المواطنين: عدن والمكلا تغليان عند 35 درجة، بينما سقطرى تسجل 34 درجة وسط رطوبة خانقة، فيما تنخفض الحرارة في سيئون إلى 34 درجة نهاراً لتصل إلى 16 درجة ليلاً. محمد الحضرمي، سائق تكسي في عدن، يروي معاناته: “المكيف يلتهم الوقود كالوحش الجائع، ورائحة الأسفلت المحترق تخنق الأنفاس، والعرق يتصبب من جباه الركاب قبل أن يصعدوا للسيارة حتى!”، مشهد مأساوي يتكرر عبر شوارع المحافظات الساحلية حيث تتلألأ السيارات تحت وهج شمس لا ترحم.

الظروف المناخية والأثر الاقتصادي

الخلفية المناخية تكشف أن هذا التباين المرعب ليس مجرد تقلب عادي، بل نتيجة مباشرة لكتل هوائية حارة تندفع من قلب الصحراء لتصطدم برطوبة البحر العربي، في مشهد يُذكّر بموجة الحر التاريخية لعام 2020 التي أجبرت السلطات على إعلان حالة طوارئ صحية. د. أحمد الأرصادي من جامعة عدن يحذر: “نتوقع استمرار هذا النمط المتطرف مع احتمال تطور موجات أشد قسوة في الأيام القادمة، فالتغيرات المناخية تكسر كل التوقعات السابقة لشهر نوفمبر المعتدل.”، الواقع اليومي يشهد انقلاباً دراماتيكياً.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية على العائلات

العائلات مضطرة لإعادة ترتيب حياتها بالكامل، فاطمة المكلاوية تحكي: “أؤجل الطبخ للفجر وأنهي التنظيف قبل الثامنة صباحاً، والأطفال يرفضون الخروج للعب.”، بينما ترتفع فواتير الكهرباء بنسبة مدمرة تصل إلى 40%، مُجبرة المواطنين على الاختيار بين الحر القاتل أو الديون المتراكمة. د. عائشة السقطرية تستغل الوضع بذكاء لتنظيم رحلات سياحية في الطقس المعتدل نسبياً لجزيرة سقطرى، بينما تشهد محلات المشروبات الباردة انتعاشاً غير مسبوق وسط معاناة عامة من ضربات الشمس والإرهاق الحراري.

الاستعداد للمستقبل القاسي

التحدي الحقيقي يكمن في المستقبل: هل نمتلك الاستعداد الكافي لمواجهة مناخ أكثر تطرفاً؟ الحلول تتطلب خططاً طارئة فورية ومشاريع طاقة متجددة عاجلة للتكيّف مع هذا الواقع الجديد. لذا، احم نفسك وعائلتك الآن – اتبع إرشادات السلامة، أكثر من شرب الماء، تجنب الخروج وقت الذروة، وارتدي ملابس فاتحة اللون. السؤال المصيري يبقى معلقاً: إذا كان هذا حال نوفمبر، فكيف سيكون الصيف القادم؟