تراجع أسعار النفط بشكل طفيف مع استقرار سعر الذهب وخام برنت لشهر يناير يتجاوز 65 دولارًا

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في مستهل تعاملات اليوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وسط استمرار تأثير الأخبار المتعلقة بإنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي الأطول في التاريخ، وما قد يترتب عليه من انعكاسات إيجابية على الطلب العالمي على الطاقة.

تترقب الأسواق تأثير إعادة فتح المؤسسات الحكومية الأميركية على ثقة المستهلكين، والتي من المتوقع أن تعزز النشاط الاقتصادي وتدفع الطلب على النفط للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، بدعم من تحسن معنويات المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.

علاوة على ذلك، تُعد عودة العمل في المؤسسات الحكومية فرصة لتعافي قطاعات السفر والطيران التي تضررت خلال فترة الإغلاق، حيث أدى توقفها إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية وتقليص استهلاك وقود الطائرات، وهو ما من شأنه رفع الطلب الموسمي على النفط الخام مع اقتراب موسم عطلات نهاية العام.

أسعار النفط اليوم وتأثير الإغلاق الحكومي الأميركي

بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، شهدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/كانون الثاني 2026 تراجعًا بمقدار 8 سنتات، ما يعادل انخفاضًا نسبته 0.12%، ليصل إلى 65.08 دولارًا للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025 بنسبة 0.11% إلى 60.97 دولارًا للبرميل، حسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة.

ويأتي هذا التراجع الطفيف بعد ارتفاع متزايد في الأسعار بنهاية جلسة الثلاثاء، حيث قفز خام برنت بنسبة 1.7% ليعود فوق مستوى 65 دولارًا، بعد بدء التعاملات عند 64 دولارًا، مع عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين الذين حققوا مكاسب من الارتفاع المفاجئ.

تحليل تقلبات أسعار النفط وتأثيرات سوق الطاقة العالمية

يرى المتداولون أن أسعار النفط ستظل مستقرة حول مستوياتها الحالية حتى تتضح نتائج تصويت مجلس النواب الأميركي حول إعادة فتح الحكومة، مع توقعات بأن يشكل تجاوز الخام مستوى 65 دولارًا مؤشراً على تحسن معنويات السوق بعد فترة من التقلبات السياسية والاقتصادية.

وبحسب محللي “آي جي ماركتس”، فإن إنهاء الإغلاق الحكومي يعزز الطلب المحلي على الطاقة، خصوصًا في قطاعي النقل والتصنيع، ما يدعم الأسعار خلال الربع الأخير من العام، بينما يشير الخبير الاقتصادي توني سيكامور إلى أن إعادة فتح المؤسسات ستقوي ثقة المستهلكين والإنفاق العام، مما يرفع نشاط المصانع ويزيد استهلاك النفط.

تداعيات العقوبات الأميركية على روسيا وتأثيرها على إمدادات النفط

تتابع الأسواق باهتمام كبير تداعيات العقوبات الأميركية الأخيرة على شركات النفط الروسية مثل “لوك أويل” و”روسنفط”، والتي من المتوقع أن تحد من الإمدادات الروسية في الأسواق العالمية، حيث بدأت تداعيات العقوبات تظهر بوضوح في توجه مصفاة “يانتشانغ بتروليوم” الصينية للبحث عن إمدادات نفطية بديلة، بالإضافة إلى توقف شركة “لويانغ بتروكيميكال” عن عمليات الصيانة نتيجة لهذه الضغوط.

ويعتقد المحللون أن هذه الإجراءات قد تزيد من توتر إمدادات النفط العالمية، معززًا بذلك الاتجاه الصعودي لأسعار الخام على المدى القصير، ما يدعم فرص بقاء أسعار النفط برنت فوق مستوى 65 دولاراً للبرميل خلال الأيام القادمة، ما لم تظهر مؤشرات على تباطؤ الطلب العالمي.