تراجع معظم أسواق الخليج وسط ضعف أسعار النفط وتأثير مباشر على سعر الذهب في الأسواق العالمية

طلبات أميركية حازمة لمكافحة تمويل «حزب الله» في لبنان ومهلة تنفيذية مشددة

ختمت الجولة الأخيرة للوفد المالي الرسمي الأميركي في بيروت ملفاً معقداً، قُدم إلى كبار المسؤولين في لبنان، مُصنفاً ضمن الأولويات القصوى على غرار قضية حصر السلاح الشرعي، ومصحوباً بمهلة لا تتجاوز الشهرين لإطلاق مسار قانوني وإجرائي صارم يؤدي إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، مع تسمية «حزب الله» كطرف أساسي في هذا السياق.

ركزت الاجتماعات التي جرت على المستويات الرئاسية والوزارية والنيابية، إضافة إلى حاكمية مصرف لبنان، على ضرورة اتخاذ إجراءات رقابية مشددة لسدّ الثغرات التمويلية التي يستخدمها «حزب الله» ومؤسساته، خصوصاً وسائل التمويل غير الرسمية مثل شركات الصرافة وتحويل الأموال، والاتجار النقدي والمعدني، بما في ذلك الذهب والعملات الرقمية، بحسب تصريح جون هيرلي، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، الذي زار لبنان ضمن وفد أميركي رسمي برئاسة سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب.

Lebanon has an opportunity to be free, prosperous, and secure—but that can only happen if Hizballah is fully disarmed and cut off from Iran’s funding and control.We will work with our Lebanese partners to create a resilient economy that puts the interests of all Lebanese…

— Under Secretary John Hurley (@UnderSecTFI) November 6, 2025

إنهاء النفوذ الإيراني عبر قطع التمويل عن «حزب الله»

شدد الوفد الأميركي على موقفه الحازم حيال ضرورة «إنهاء نفوذ إيران الخبيث» الذي يمارسه «حزب الله» في لبنان، داعياً السلطات اللبنانية إلى اتخاذ خطوات عملية وحقيقية لقطع كافة مصادر تمويل الحزب التي تتلقاها من طهران، في إطار حملة مكثفة تستهدف مكافحة الإرهاب وتمويله. وأشار هيرلي إلى وجود فرصة نادرة، على وجه الخصوص، قبل الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل لتعزيز هذه الإجراءات وإحراز تقدّم ملموس.

كما أبدى الوفد قلقه إزاء جمعية «القرض الحسن»، واعتبرها كياناً يثير القلق لتورطه في انتهاك القوانين اللبنانية والعقوبات الدولية عبر تمويل «حزب الله»، مطالباً بالتحقيق وملاحقة المخالفين. هذه الدعوة تبرز أهميّة مراقبة المؤسسات المالية الرسمية وغير الرسمية في مكافحة الجرائم المالية.

أهمية الاستجابة اللبنانية لمكافحة الجرائم المالية وتحسين الاقتصاد

يُبرز الخبير الاقتصادي محمد بعاصيري، النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، أن تلبية المتطلبات الدولية لمكافحة الجرائم المالية والحد من الاقتصاد النقدي هو في مصلحة لبنان الوطنية، خاصةً في سياق تهيئة الظروف لإخراج لبنان من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، تجنباً لمزيد من التصنيفات السلبية التي قد تؤثر سلباً على النظام المصرفي اللبناني والتعاملات المالية عبر الحدود.

ويؤكد بعاصيري أن مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب تُسهم في تعزيز انتعاش الاقتصاد اللبناني، مستذكراً كيف أن نجاح لبنان في الخروج من القائمة الرمادية عام 2002 ارتبط بنمو ملحوظ في الودائع ورؤوس الأموال داخل القطاع المصرفي وتعزيز الثقة بالقطاع المحلي والإقليمي.

مهلة تنفيذية مقسمة بمطالب قانونية وتنظيمية صارمة

تشير مصادر مطلعة إلى أن المهلة الزمنية لمتابعة تنفيذ الإجراءات تتوزع على فترتين؛ الأولى تحضيرية تمتد حتى بداية العام الجديد لإصدار التشريعات والقرارات التطبيقية، والثانية حتى الربيع المقبل لقياس نجاعة التنفيذ واستكمال التحديثات المطلوبة، متزامنة مع اجتماعات مجموعات العمل المالي الدولية والإقليمية.

وحذر الوفد الأميركي من عدم قبول أي تأجيلات أو أعذار تتعلق بالتحديات التنفيذية أو التشريعية، مؤكدين ضرورة التعامل بحزم مع مخالفات القانون رقم 44 لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، بما يشمل تصنيف جرائم التبييض كجرائم مستقلة، وتنفيذ عقوبات شديدة على المتورطين، ومكافحة محاولات إخفاء المصادر الحقيقية للأموال غير المشروعة.

تعزيز السلامة المالية والرقابة على التدفقات النقدية والمعدنية

عبّر الوفد الأميركي عن ارتياحه النسبي للآليات المعتمدة في القطاع المالي اللبناني، من خلال أداء مصرف لبنان وتدابير إدارة السيولة، وتوجه لتطوير توزيع النقود عبر البطاقات البنكية. كما أشاد بتشدد المصارف في تطبيق مبادئ «اعرف عميلك» والإجراءات المرتبطة بمكافحة غسل الأموال، مما يؤهلها لتحمّل مسؤوليات إضافية في إدارة المدفوعات التجارية المحلية والدولية.

وفيما يتعلق بالمراقبة على التدفقات النقدية والعينية مثل الذهب والعملات الرقمية، أكد الجانب اللبناني إحراز تقدم ملموس في مطار بيروت عبر تحديث أجهزة المسح والجمارك، إضافة إلى تعزيز الرقابة في الموانئ البحرية، مشيراً إلى الحاجة لتطوير التعاون الأمني والجمركي مع سوريا لضبط الحدود البرية بفعالية أكبر.