صناع السياسات الأوروبيون يرسخون التوقعات المستقرة التي تؤثر بشكل مباشر في تحركات سعر الذهب ومستقبله الاقتصادي

قال اثنان من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء إن مخاطر التضخم في منطقة اليورو متوازنة، ونمو الاقتصاد أصبح أقوى من المتوقع، مما يعزز توقعات السوق بعدم وجود تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

تثبيت أسعار الفائدة وسط تقييم دقيق لمخاطر التضخم في منطقة اليورو

حافظ البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير منذ يونيو (حزيران)، مؤكدًا أن سياسته النقدية في «وضع جيد»، رغم المخاوف التي أبدها بعض أعضاء المجلس بشأن احتمال انخفاض حاد في التضخم، ما قد يؤدي إلى العودة إلى التيسير النقدي خلال عام 2026، وفقاً لوكالة «رويترز».

توقعات استقرار أسعار الفائدة مدعومة بالبيانات الاقتصادية الإيجابية

عبّر فرانك إلدرسون، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، وبوريس فوجيتش، محافظ البنك المركزي الكرواتي، وهما من صقور السياسة النقدية المعتدلين، عن ثقتهم في توقعات الاقتصاد الأوروبي، استناداً إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية الأخيرة، التي تشير إلى أن أسعار الفائدة ستظل مستقرة على الأرجح حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

توازن المخاطر الاقتصادية وتأثيرها على السياسة النقدية

أوضح إلدرسون، في تصريح لصحيفة «إكسبانشن» الإسبانية، أن مخاطر التضخم المرتفع والتضخم المنخفض متوازنة، معتبراً أن الأخبار الاقتصادية الأخيرة أظهرت تحسناً ملحوظاً، وأن بعض المخاطر التي كانت مقلقة بدأت تقل تدريجيًا، مما يدعم سياسة نقدية متوازنة.

تقييم الأسواق لاحتمالات خفض أسعار الفائدة خلال 2026

تشير توقعات الأسواق إلى احتمال ضئيل لخفض أسعار الفائدة خلال عام 2024، مع توقع نسبة تصل إلى 40% لخفض سعر الفائدة على الودائع البالغ 2% بحلول منتصف عام 2026، وفق تصريحات بوريس فوجيتش في لندن، الذي أكد أن المخاطر حاليا متوازنة، وأن النمو الاقتصادي أظهر مرونة أكبر مما كان متوقعاً في بداية العام.

التحديات الاقتصادية الخارجية وتأثيرها على منطقة اليورو

سلط فوجيتش الضوء على المخاطر الاقتصادية التي تواجه منطقة اليورو، مثل تحول الصادرات الصينية، والرسوم الجمركية الأميركية، وأداء استهلاك الأسر. وأكد أن الرسوم الجمركية لم تؤثر سلباً على الاقتصاد الأوروبي كما كان متوقعًا، على الرغم من استمرار آثار زيادة الواردات قبل فرض هذه الرسوم في التلاشي.

دور استهلاك الأسر ومعدلات الادخار في دعم النمو الاقتصادي الأوروبي

أفاد محافظ البنك المركزي الكرواتي أن الأسر الأوروبية من المتوقع أن تساهم في دعم النمو الاقتصادي بفضل معدلات الادخار المرتفعة تاريخياً، لكنه أوضح أيضاً أن البنك الأوروبي يواجه تحديات في تفسير استمرارية ضعف الاستهلاك، ما يشكل نقطة مركزية في تقييم السياسات النقدية.

المنافسة الهيكلية مع الصين وتأثيرها على السوق الأوروبية

وبيّن فوجيتش أن أوروبا تواجه منافسة متزايدة من الصين، خاصة في القطاعات الصناعية الحيوية مثل صناعة السيارات والآلات، ما يشكل تحدياً هيكلياً معقداً لطالما كان من الصعب معالجته، ويؤثر على قدرة الشركات الأوروبية في تعزيز مكانتها التنافسية بالأسواق العالمية.