طرابلس تحت الضغط: ترقب وحذر وسط تصاعد التحركات العسكرية واستنفار الأمن
التوترات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس
تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصاعدًا ملحوظًا في التوترات الأمنية، حيث يتزايد القلق من احتمالية اندلاع مواجهة مسلحة جديدة تهدد استقرار البلاد. الأوضاع الميدانية تتجه نحو الاحتقان، إذ تستمر التحشيدات العسكرية وانتشار الأرتال في الشوارع، وقد لوحظ تحرك أرتال مسلحة إضافية من مدينة مصراتة نحو العاصمة الخميس. هذا الوضع أدّى إلى زيادة التحذيرات من مخاطر الانزلاق إلى الصراع.
الصراع المسلح وتأثيره على استقرار ليبيا
شهد مقر رئاسة الأركان في طريق المطار بطرابلس اجتماعًا مهمًا اليوم، حيث جمع بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وقيادات من التشكيلات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة، في ظل أجواء مشحونة وتحشيدات عسكرية متزايدة. يأتي هذا اللقاء في وقت حساس، حيث لوحظ انتشار واسع للأرتال العسكرية والآليات الثقيلة حول طرابلس، مما يشير إلى حالة استنفار غير مسبوقة بين المجموعات المسلحة.
المصادر الميدانية أشارت إلى أن التحركات تركزت نحو مواقع استراتيجية مثل مجمع معيتيقة، الذي يضم المطار والقاعدة الجوية، وهو تحت سيطرة جهاز الردع منذ سنوات، مما يزيد من المخاوف من نشوب صراع يهدد استدامة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في عام 2020. تتزايد الدعوات للاستنفار في طرابلس، حيث يبدو الوضع وكأن العاصمة تقع فوق صفيح ساخن جاهز للاشتعال في أي لحظة.
تظهر التطورات الأخيرة أن ليبيا أمام مفترق طرق حاسم. إما الانخراط في دوامة جديدة من العنف تعيد البلاد إلى الفوضى أو الانخراط في مسار سياسي يسهم في تحقيق الاستقرار. هذه المواقف دفعت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إصدار نداءات عاجلة لخفض التوتر وسحب القوات من المناطق المدنية، محذرين من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى تأثيرات تتجاوز طرابلس لتطال مناطق أخرى في البلاد.