مشروع الغاز الطبيعي الأكبر في إفريقيا بموزمبيق يواجه تحديات جراء تردد شركة إكسون موبيل الأمريكية
شهدت خطط إنشاء أكبر مركز لتصدير الغاز الطبيعي المسال في إفريقيا، بقيمة 30 مليار دولار في موزمبيق، مرحلة جديدة من الغموض بعد أن ألغت شركة “إكسون موبيل” الأمريكية للطاقة مشاركتها في فعالية كانت مقررة بحضور الرئيس الموزمبيقي دانييل تشابو، وكان من المتوقع أن تعيد الشركة خلالها تأكيد التزامها بمشروع “روفوما” للغاز الطبيعي المسال.
تأثير قرار “إكسون موبيل” على مستقبل المشروع
ويرى المحللون أن قرار “إكسون” بعدم حضور الفعالية يجدد حالة التردد بشأن واحد من أكثر مشاريع الطاقة طموحا في القارة الإفريقية، والذي تقدر قيمته بـ30 مليار دولار، ويعتقد أنه سيصبح أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال في إفريقيا عند اكتماله، بحسب ما نقلته صحيفة “بزنس أفريكا” الاقتصادية.
الأمن وتأثيره على استثمار الغاز في موزمبيق
ولم يصل المشروع بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار بشأن الاستثمار النهائي بسبب استمرار حالة انعدام الأمن في مقاطعة كابو ديلجادو، التي تمثل بؤرة تمرد مسلح زعزع استقرار شمال موزمبيق لما يقارب عقدا من الزمن، ويشير الخبراء إلى أن شركة “إكسون” لا تستطيع اتخاذ القرار النهائي بشأن الاستثمار في المشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليار دولار قبل أن تستأنف شركة “توتال إنرجيز” العمل في مشروع مجاور، نظرا لاعتماد المنشأتين على بنية تحتية مشتركة.
استئناف المشاريع الكبرى والعوائق المستمرة
وأكدت شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية مؤخرا أنها رفعت حالة تعليق العمل المفروضة منذ 4 سنوات على مشروعها البالغة قيمته 20 مليار دولار في موزمبيق، في خطوة وصفت بـ”الحذرة” نحو استئناف العمل، ويذكر أن الشركة قد أوقفت العمليات في عام 2021 عقب تصاعد الهجمات المسلحة في مقاطعة كابو ديلجادو، التي شهدت مقتل أكثر من 6 آلاف شخص منذ عام 2017، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فقد تم تهجير أكثر من 100 ألف شخص هذا العام، بينما لا يزال ما يقرب من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
الوضع الأمني وتأثيره على الاستثمارات
ويُذكر أن التمرد في كابو ديلجادو، الذي اندلع في عام 2017، دخل عامه الثامن في أكتوبر الماضي دون مؤشرات على انحساره، رغم نشر قوات عسكرية أجنبية وشركات أمنية خاصة لدعم القوات الحكومية، وقد أعاق هذا الصراع بشكل مباشر طموحات موزمبيق في تطوير قطاع الطاقة والنفط وتحويله إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، وتكشف التأخيرات التي تواجه مشروع “روفوما” للغاز المسال عن مدى تأثير الأزمة الأمنية على ثقة المستثمرين الدوليين، ما أدى إلى تأجيل مشاريع ضخمة كانت قادرة على تحويل موزمبيق إلى أحد أكبر مصدري الغاز في إفريقيا.
المستقبل الغامض للطاقة في موزمبيق
ويرى محللون أن الطريق أمام موزمبيق للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة سيظل محفوفا بعدم اليقين إلى أن يتم احتواء التمرد بشكل فعال واستعادة الاستقرار الأمني في شمال البلاد، وهذا يتطلب جهودا مشتركة لضمان عودة المستثمرين وتحقيق الأمان والتنمية في قطاع الغاز الطبيعي.
