الذهب يتراجع من قمته التاريخية بفعل قوة الدولار وبدء انحسار التوترات التجارية العالمية
انخفاض أسعار الذهب مع قوة الدولار وتراجع التوترات التجارية
شهدت أسعار الذهب تراجعًا يوم الثلاثاء، بسبب ارتفاع قيمة الدولار وجني المستثمرين للأرباح بعد وصول الأسعار إلى مستويات قياسية في الجلسة السابقة. يواصل المستثمرون ترقب تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7 %، ليصل إلى 4,323.69 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل قمة تاريخية عند 4,381.21 دولارًا يوم الإثنين. كما تراجعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة بنسبة 0.4 % لتصل إلى 4,340.10 دولارًا للأوقية.
أداء الدولار وتأثيره على أسعار الذهب
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 % مقابل العملات الأخرى، مما يزيد تكلفة الذهب بالنسبة لحاملي العملات المختلفة. وأوضح تيم ووترر، محلل السوق بشركة كيه سي أم تريد، أن عمليات جني الأرباح وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن قيدت تحركاته السعرية. أي تراجع في الذهب يُعتبر فرصة للشراء طالما أن الاحتياطي الفيدرالي يسير نحو خفض أسعار الفائدة.
توقعات الأسواق حول الفائدة والتضخم
تتوقع الأسواق أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بربع نقطة مئوية هذا الشهر، مما قد يعزز من أداء الذهب كأصل غير مُدرّ للعائد. ومن المرتقب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والتي تشير توقعات الخبراء إلى ارتفاعها بنسبة 3.1 % على أساس سنوي في سبتمبر. إذا جاءت البيانات أعلى من المتوقع، فقد يؤثر ذلك سلباً على تخفيضات الفائدة.
التوترات التجارية وآثارها على السوق
تتمحور الأنظار حول اللقاء المرتقب بين وزير الخزانة الأمريكي ونائب رئيس الوزراء الصيني في ماليزيا، بينما تُسجل التوترات التجارية تراجعًا بسبب تصريحات ترامب حول اتفاق تجاري محتمل مع الصين. وأدت الأنباء الإيجابية حول تقليص التوترات إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
في سياق متصل، تراجعت أيضًا أسعار المعادن الصناعية والذهب، مدفوعة بارتفاع الدولار. انخفضت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم بنسب متفاوتة، مما يعكس تأثير ارتفاع الدولار على تكلفة هذه المعادن للمستثمرين الأجانب.
ارتفاع الأسواق وانعكاسات ذلك على الذهب
شهدت بورصات الأسهم العالمية طفرة، مع ارتفاع الأسهم الآسيوية بسبب تحسن معنويات المستثمرين نتيجة انحسار التوترات، مما قلل الحاجة إلى الأصول الدفاعية مثل الذهب. في ظل هذه الظروف، يظل الذهب مدعومًا بتوقعات تخفيف السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي.